Horn Affairs አፍሪካ ቀንድ

بعد اندلاع صراع داخلي في السودان… السيسي يرفع الراية البيضاء في ملف سد النهضة الأثيوبي

By Esleman Abay

April 22, 2023

بعد اندلاع صراع داخلي في السودان… السيسي يرفع الراية البيضاء في ملف سد النهضة الأثيوبي

القتال الدائر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع ألقى بالكثير من التداعيات السلبية على ملف سد النهضة، حيث إن هذا القتال سيضعف من التأثير السوداني، وبالتالي تنفرد أثيوبيا بمواصلة بناء وتشغيل السد دون اعتبار لأطراف الأزمة، وهو ما يزيد من الأعباء على نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي الذي لا يجد من يسانده في هذا الملف بعد أن وقع السيسي على ما يعرف باتفاق المبادئ مع أثيوبيا في عام 2014 والذي يعطي أديس أبابا الحق في بناء السد دون اعتبار لحقوق مصر في مياه نهر النيل، وهو ما جعل دول العالم تنحاز لأثيوبيا بل تعمل كل من الإمارات بقيادة عيال زايد والسعودية بقيادة محمد بن سلمان الأمير المنشار على دعم بناء سد النهضة رغم دعمهما لانقلاب السيسي على أول رئيس مدني منتخب في التاريخ المصري الشهيد محمد مرسي .

هذه التطورات تجعل السيسي يضطر إلى رفع الراية البيضاء أمام التعنت الأثيوبي وملف سد النهضة رغم تأثيره الكارثي على الزراعة في مصر .

وأكد مراقبون وخبراء أن القتال الدائر حاليا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع سيكون له تأثير مباشر على عدد من الملفات الإقليمية، من بينها أزمة سد النهض ة في الوقت الذي  تستعد فيه إثيوبيا للملء الرابع للسد .

وقال الخبراء إن: “الأزمة السودانية والقتال المستمر في البلاد سيضعف تحفظات السودان على ملء الخزان الرابع المقرر أن يبدأ في الصيف المقبل” .

وكشفوا أن الموقف السوداني الضعيف لن يؤدي إلا إلى زيادة العبء على نظام الانقلاب بقيادة السيسي والمحاولات الرامية إلى   إنهاء أزمة سد النهضة .

وأشار الخبراء إلى أنه مع اقتراب أثيوبيا من الملء الرابع، فمن غير المرجح أن يقوم السودان بأي احتجاج أو اعتراض أو يبدي أي تحفظات وسط الاضطرابات الداخلية، مما يلقي بعبء إضافي على نظام السيسي للتعامل مع هذا الملف الحيوي .

وطالبوا السيسي بالتحرك لوقف الاقتتال الداخلي في السودان لتجنب تكرار التجارب المؤلمة في التاريخ مثل تلك التي شهدتها لبنان والصومال والعراق واليمن وسوريا، محذرين من التأثير الكارثي لهذا القتال على ملف سد النهضة .

الخارجية الإثيوبية

كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية قد أعلن الأسبوع الماضي أن بلاده مصممة على استكمال بناء سد النهضة .

و قال المتحدث  إ ن: “أديس أبابا لا تحتاج إلى إذن من أحد لبدء الملء الرابع للسد، زاعما أن هذه الخطوة لن تضر بمصر والسودان “.

وأشار إلى أن إثيوبيا أكملت أعمال الملء الثاني في يوليو 2021 والثالث في أغسطس 2022، وقبل أيام فقط، أعلنت أنها أكملت 90 بالمائة من إنشاءات السد .

تداعيات عميقة

حول هذه التطورات قال الدكتور نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري الأسبق إن: “القتال في السودان تطور مؤسف مؤكدا أن استقرار السودان أساس قوي لاستقرار مصر والمصلحة الاستراتيجية للمنطقة”.

وحذر علام في تصريحات صحفية من أن أي اضطرابات في السودان سيكون لها تداعيات عميقة على الملفات الاستراتيجية الحيوية، بما في ذلك الأمن المائي .

وأضاف أن الموقف السوداني والمصري الموحد “ضمانة حقيقية” تضمن الحقوق التاريخية والقانونية لدول حوض النيل أمام التعنت الأثيوبي  .

مبدأ عالمي

وأكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن هناك مبدأ عالميا ينص على عدم إحداث ضرر حال إنشاء السدود على الأنهار الدولية .

وقال شراقي في تصريحات صحفية: “حين تقوم إثيوبيا بتخزين 18 مليار متر مكعب من المياه دفعة واحدة أليس هذا ضررا لمصر؟ موضحا أن الـ 18 مليار متر مكعب لو كانت قد وصلت إلى مصر واستخدمت في الزراعة فانها تساوي 20 مليار دولار إيرادات” .

وأضاف، هناك أعراف ومبادئ دولية لابد أن تحترم وهناك اتفاقات ثنائية موقعة بين مصر وإثيوبيا مثل 1891 و1902 و1906 واتفاقية 1998 وكانت بين حسني مبارك ورئيس الوزراء الإثيوبي زيناوي  .

وتابع شراقي، في 2012 شكلنا لجنة للخبراء الدوليين؛ الموضوع دولي وليس شأن داخلي لإثيوبيا وإثيوبيا وافقت بتشكيل اللجنة الدولية واللجنة أوصت بعمل دراسات؛ كما وافقت إثيوبيا على مفاوضات واشنطن وهي مفاوضات دولية  .

وأوضح أن الاتحاد الأفريقي منظمة ونحن نحترمه ولكن ليس باستطاعته حل القضية ومع ذلك التزمنا بالمفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي وعقدنا عدة قمم مصغرة وأخر اجتماع كان في أبريل 2021 معتبرا أن اتهام إثيوبيا لمصر بتسيس القضية مجرد تبرير للتعنت الإثيوبي  .

كهرباء أم زراعة

وكشف شراقي أن إثيوبيا تقوم بتعلية السد حاليا من خلال وضع الخرسانة؛ ومنسوب الممر الأوسط سوف يرتفع 20 مترا وهي قادرة على حجز 18 مليار متر مكعب من المياه بالإضافة إلى 17 مليار متر موجودة، وبالتالي يصبح التخزين 35 مليار متر؛ في حين أن التوربينات في السد متوقفة منذ أكثر من أسبوعين  .

وقال إن: “هناك 3 صور متتالية على مدار 15 يوما تشير إلى توقف التوربينات؛ إثيوبيا فرغت 5 مليار متر مكعب دون أي استفادة؛ المياه تخرج من السد دون أي استفادة لإثيوبيا وهي تمر حاليا إلى السودان ومصر وهي تعتبر من الموسم الجديد “ .

وأشار شراقي إلى أن إثيوبيا تريد استرضاء السودان ولذلك قامت بإفراغ الـ5 مليار متر مكعب من المياه؛ موضحا أن السودان في التخزين الأول تضررت ومحطات مياه الشرب توقفت عن الخدمة، والأثيوبيون لا يريدون عدم تكرار ذلك؛ لأنه لا توجد أي استفادة من السد الإثيوبي حتى الأن  .

وأكد أن هناك أكثر من 70 مليون إثيوبي بدون كهرباء وحتى تزودهم أديس أبابا بالكهرباء تحتاج عدة سدود، لافتا إلى أن سد النهضة بالكامل يولد كهرباء أقل من محطة بني سويف، وهو ما يعنى أن أثيوبيا ليس هدفها الكهرباء وإنما الزراعة، وهو ما سيكون له أضرار كبيرة على مصر .

منطقة إ

م