الرئيسية/الدراسات البحثية/الأفريقية وحوض النيلالأفريقية وحوض النيلالدراسات البحثية
المركز الديمقراطى العربى20. مايو 2014024٬072 2 ساعات
إعداد الباحث والمحلل السياسي : حسين خلف موسى – باحث فى “المركز الديمقراطى العربى”
أولا : مقدمه :
لا يقل أمن المياه أهمية عن الأمن القومي حيث أن التفسير المصري لمفهوم الأمن القومي لم يعد قائمًا على الجانب الإستراتيجي وحده, بل امتد ليواكب ويتلاءم مع الأمن المائي ولقد كانت المياه محلاً للصراعات منذ أمد بعيد فلقد كانت بداية تمثل صراع على مياه البحار نظرًا لأهميتها في مجال التجارة وتوزيع مناطق النفوذ إلا أنه ظهر مؤخرًا على المسرح العالمي أن المياه العذبة هي محل الصراع القائم, بعد أن تم حسم الصراع على المياه المالحة (بحار ومحيطات بموجب اتفاقيات عقدتها الدول وبعضها البعض ) و يعتبر عقد التسعينيات هو عقد الصراع على موارد المياه, وفي منطقة الشرق الأوسط حيث المصادر المحدودة للمياه والتي تتركز في أحواض الأنهار الرئيسية مثل نهر النيل. (1)
ومع التطور التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم وبخاصة عقد التسعينيات تزايدت معدلات التنمية, ومن ثم تزايدت الحاجة على الموارد وبخاصة الطبيعية منها, وتأتي في مقدمتها المياه, والتي أصبحت سلعة إستراتيجية نظرًا لعدم وجود بدائل لها في الوقت الذي يوجد للطاقة بدائل أخرى, ومن ثم فقضية الحفاظ على الموارد المائية وتعظيم الاستفادة منها تتصدر قضايا الأمن القومي وتزداد حدة في تلك الدول التي تقع منابع مصادرها خارجها, وبالتالي عدم القدرة على السيطرة عليها ومن بينها مصر, فمصر تعتمد على المياه بدرجة يبلغها اعتماد شعوب من قبل على مصادر المياه مثل اعتمادها على نهر النيل وبدونه تصبح مصر صحراء جرداء, وتشارك مصر في نهر النيل تسع دور وهي ” السودان – أثيوبيا – أوغندا – كينيا – تنزانيا – رواندا – بوروندي – الكنغو “.
ثم انضمت إليهم جنوب السودان لتصبح عشر دولhttps://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-5221881838831149&output=html&h=343&adk=2673199636&adf=3876514102&pi=t.aa~a.590237761~i.9~rp.4&w=412&lmt=1653070049&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5993473712&psa=1&ad_type=text_image&format=412×343&url=https%3A%2F%2Fdemocraticac.de%2F%3Fp%3D1310&fwr=1&pra=3&rh=317&rw=380&rpe=1&resp_fmts=3&sfro=1&wgl=1&fa=27&adsid=ChAI8PiclAYQguSji9H2r-8tEj0AjUolXqST4crlQ1zSkhYlojbLl06gg75WcfZQh7sCKjSEaBOFg1HitM3RAN79znYUqDBlmK_W2zB3KEj1&uach=WyJBbmRyb2lkIiwiMTEuMC4wIiwiIiwiU00tQTMxNUciLCI5OC4wLjQ3NTguMTAxIixbXSxudWxsLG51bGwsIiIsW1siIE5vdCBBO0JyYW5kIiwiOTkuMC4wLjAiXSxbIkNocm9taXVtIiwiOTguMC40NzU4LjEwMSJdLFsiR29vZ2xlIENocm9tZSIsIjk4LjAuNDc1OC4xMDEiXV0sZmFsc2Vd&dt=1653070049453&bpp=24&bdt=10407&idt=-M&shv=r20220518&mjsv=m202205190101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D3cc9f0c0fab7a336-221263debbd300ec%3AT%3D1653058806%3ART%3D1653058806%3AS%3DALNI_MYNZ1YYkyisbkl2p7YbYgVwebCxuA&gpic=UID%3D0000072e74cf6158%3AT%3D1653058806%3ART%3D1653058806%3AS%3DALNI_MY1gQUdurpOwwukFntcuTaCSX-HXA&prev_fmts=0x0&nras=2&correlator=7444401638908&frm=20&pv=1&ga_vid=201562508.1653058803&ga_sid=1653070044&ga_hid=1773350737&ga_fc=1&u_tz=180&u_his=27&u_h=915&u_w=412&u_ah=915&u_aw=412&u_cd=24&u_sd=2.625&dmc=4&adx=0&ady=1289&biw=412&bih=733&scr_x=0&scr_y=0&eid=44759875%2C44759926%2C44759837%2C31067699%2C21066434%2C21065725&oid=2&pvsid=2192741357943934&pem=128&tmod=1627135398&uas=3&nvt=3&ref=https%3A%2F%2Fwww.google.com%2F&eae=0&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C412%2C0%2C412%2C733%2C412%2C733&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&ifi=3&uci=a!3&btvi=1&fsb=1&xpc=u79jou4TQb&p=https%3A//democraticac.de&dtd=396
وتتفاوت هذه الدول من حيث اعتمادها على مياه نهر النيل حيث تعد مصر الأكثر اعتمادًا على مياهه وبالتالي كان طبيعيًا أن يمتد مفهوم الأمن المائي إلى المنابع الرئيسية في حوض النيل ليعتبر أي عمل يجري في هذا الحوض يهدف للتأثير على حصة مصر المائية المقررة سنويًا وهي 55.5 مليار م3. عملاً يمس الأمن القومي المصري بشكل مباشر ومع التسليم بوجود اتفاقيات قانونية تنظم حصول مصر على حصتها المقررة سنويًا.(2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أشرف محمد كشك, السياسة المائية المصرية تجاه دول حوض النيل ( القاهرة : برنامج الدراسات المصرية الأفريقية, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, 2006) ص 14 .
(2) صفا شاكر إبراهيم محمد، الصراع المائي بين مصر ودول حوض النيل 1990-2010
وفي ظل المتغيرات الإقليمية والدولية التي تمت من خلال التطورات المتلاحقة التي شهدها العالم منذ نهاية الثمانينيات والتسعينيات فأن مصر تواجه تحديًا حقيقيًا وهو دخول فاعلين جدد إلى منطقة حوض النيل ) إسرائيل – الولايات المتحدة ) و )البنك الدولي ( وما أطلقه من مفاهيم جديدة منها ( تسعير المياه وخصخصة المياه وبورصات المياه ) بما قد يعنيه من نشوء صراع بين تلك الدول خلال السنوات المقبلة إذا يمكن أن تخرج القضية عن النطاق الإقليمي ويصبح للأطراف الخارجية دور تجاهها ومن ثم ظهور أعباء إضافية على عاتق صانع القرار المصري وتهديد للأمن القومي المصري. وتلعب القوى الخارجية دورًا فاعلاً ومؤثرًا في أنشطة وتفاعلات النظم الإقليمية وذلك من خلال تأثيرها في أنماط تفاعلات النظم الإقليمية ويتجلى الدور الذي تمارسه القوى الخارجية في نمط تفاعلات النظم الإقليمية في أحد أمرين, فقد تلعب دورًا منشأ لتلك التفاعلات (صراعات – تعاون) وقد تلعب دروًا محفزًا لتلك التفاعلات, وقد تلعب الدورين معًا.(1)https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-5221881838831149&output=html&h=343&adk=2673199636&adf=1239389326&pi=t.aa~a.590237761~i.13~rp.4&w=412&lmt=1653070051&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5993473712&psa=1&ad_type=text_image&format=412×343&url=https%3A%2F%2Fdemocraticac.de%2F%3Fp%3D1310&fwr=1&pra=3&rh=317&rw=380&rpe=1&resp_fmts=3&sfro=1&wgl=1&fa=27&adsid=ChAI8PiclAYQguSji9H2r-8tEj0AjUolXqST4crlQ1zSkhYlojbLl06gg75WcfZQh7sCKjSEaBOFg1HitM3RAN79znYUqDBlmK_W2zB3KEj1&uach=WyJBbmRyb2lkIiwiMTEuMC4wIiwiIiwiU00tQTMxNUciLCI5OC4wLjQ3NTguMTAxIixbXSxudWxsLG51bGwsIiIsW1siIE5vdCBBO0JyYW5kIiwiOTkuMC4wLjAiXSxbIkNocm9taXVtIiwiOTguMC40NzU4LjEwMSJdLFsiR29vZ2xlIENocm9tZSIsIjk4LjAuNDc1OC4xMDEiXV0sZmFsc2Vd&dt=1653070049453&bpp=20&bdt=10407&idt=-M&shv=r20220518&mjsv=m202205190101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D3cc9f0c0fab7a336-221263debbd300ec%3AT%3D1653058806%3ART%3D1653058806%3AS%3DALNI_MYNZ1YYkyisbkl2p7YbYgVwebCxuA&gpic=UID%3D0000072e74cf6158%3AT%3D1653058806%3ART%3D1653058806%3AS%3DALNI_MY1gQUdurpOwwukFntcuTaCSX-HXA&prev_fmts=0x0%2C412x343&nras=3&correlator=7444401638908&frm=20&pv=1&ga_vid=201562508.1653058803&ga_sid=1653070044&ga_hid=1773350737&ga_fc=1&u_tz=180&u_his=27&u_h=915&u_w=412&u_ah=915&u_aw=412&u_cd=24&u_sd=2.625&dmc=4&adx=0&ady=2410&biw=412&bih=733&scr_x=0&scr_y=0&eid=44759875%2C44759926%2C44759837%2C31067699%2C21066434%2C21065725&oid=2&pvsid=2192741357943934&pem=128&tmod=1627135398&uas=3&nvt=3&ref=https%3A%2F%2Fwww.google.com%2F&eae=0&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C412%2C0%2C412%2C733%2C412%2C733&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&ifi=4&uci=a!4&btvi=2&fsb=1&xpc=12zvTth6Oo&p=https%3A//democraticac.de&dtd=1582
ومن ثم سوف تنطلق الدراسة في تحليل محددات الصراع في حوض النيل ومعرفة ما إذا كانت داخلية بالأساس أما أنها تنتج من محددات خارجية واستنتاج دور القوى الخارجية إسرائيل نموذجا في الصراع المائي بين مصر ودول حوض النيل وما تتركه هذه القوى من تداعيات على العلاقات بين مصر ودول حوض النيل. وقد تم اختيار دولة أثيوبيا نموذجا للصراع الداخلي بين دول حوض النيل وبيان الدور الاسرائيلى الخفي في تدوير العلاقات واللعب بالأوراق والتواجد في حوض النيل من خلال دراستنا للنموذج الاثيوبى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) – بشير شريف البرغوث ،المطامع الإسرائيلية في مياه فلسطين والدول العربية المجاورة ( عمان : دار الجليل ،1986م) ص 86
ثانيا :التاريخ السياسي لمياه النيل :
تلعب السياسة دوراً مهماً في تقارب الدول والشعوب خصوصاً إذا كانت تقوم على دعائم قوية من المصالح التاريخية والثقافية والاقتصادية والجغرافية المشتركة. إن أمن الدولة المائي هو أمن مصادر المياه والحفاظ عليها في هذا العالم المتغير الذي تتشابك فيه المصالح وتتعارض وتتداخل العوامل الخارجية مع العوامل الداخلية في البلد الواحد بحيث يكون التعامل معها بالوسائل السياسية وليس عن طريق استعمال القوة. إن الدولة الإفريقية تتعرض للتآمر الدولي باستمرار وتنفجر فيها الصراعات بطريقة تهدد مصالح أفريقيا وشعوبها، و أن دول حوض النيل من أكثر الدول الإفريقية التي تعاني من الصراعات الداخلية الحادة المتمثلة في الحرب الأهلية التي مزقت عدد من دوله مثل: بوروندي ورواندا والكنغو الديمقراطية وجنوب السودان ، كما جعلت الأوضاع غير مستقرة في أوغندا وإثيوبيا، كما تحاول بعض الدوائر والقوى الخارجية والمحلية تفجير الأوضاع في مصر وشمال السودان. و لقد تسببت الحرب الأهلية في الجنوب السوداني في إيقاف تنفيذ مشروع قناة جونقلى بعد أن أنجز نحو 60% وحرمت مصر والسودان من 4 مليارات إضافية من مياه النيل. وهذه العوامل السياسية والصراعات تعيق استثمار الإمكانيات الكبيرة المائية والطبيعية والبشرية التي ستجنيها المنقطة(1)
يعتبر نهر النيل هو النهر الوحيد من أنهار إفريقيا الدولية الذي ينحدر من الجنوب إلى الشمال وصولاً إلي مصر رابطاً إفريقيا شمالها بجنوبها.كما يعتبر مهداً لأقدم الحضارات الإنسانية، كالحضارة الفرعونية. وإن حضارتي النوبة وكوش في شمال السودان هما حضارتان كنسيتان سبقتا التبشير الغربي في إفريقيا بل سبقتا الوجود المسيحي في أوربا. والكنيسة الأرثوذكسية في مصر وإثيوبيا هي أقدم كنائس العالم، كما كانت الحبشة قبلة الهجرة الإسلامية الأولى التي سبقت الهجرة التاريخية للمدينة حيث كان مكاناًُ للاتصال الإسلامي الأقدم (2 ).https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-5221881838831149&output=html&h=343&adk=2673199636&adf=1333799009&pi=t.aa~a.590237761~i.23~rp.4&w=412&lmt=1653070051&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5993473712&psa=1&ad_type=text_image&format=412×343&url=https%3A%2F%2Fdemocraticac.de%2F%3Fp%3D1310&fwr=1&pra=3&rh=317&rw=380&rpe=1&resp_fmts=3&sfro=1&wgl=1&fa=27&adsid=ChAI8PiclAYQguSji9H2r-8tEj0AjUolXqST4crlQ1zSkhYlojbLl06gg75WcfZQh7sCKjSEaBOFg1HitM3RAN79znYUqDBlmK_W2zB3KEj1&uach=WyJBbmRyb2lkIiwiMTEuMC4wIiwiIiwiU00tQTMxNUciLCI5OC4wLjQ3NTguMTAxIixbXSxudWxsLG51bGwsIiIsW1siIE5vdCBBO0JyYW5kIiwiOTkuMC4wLjAiXSxbIkNocm9taXVtIiwiOTguMC40NzU4LjEwMSJdLFsiR29vZ2xlIENocm9tZSIsIjk4LjAuNDc1OC4xMDEiXV0sZmFsc2Vd&dt=1653070049453&bpp=18&bdt=10407&idt=-M&shv=r20220518&mjsv=m202205190101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D3cc9f0c0fab7a336-221263debbd300ec%3AT%3D1653058806%3ART%3D1653058806%3AS%3DALNI_MYNZ1YYkyisbkl2p7YbYgVwebCxuA&gpic=UID%3D0000072e74cf6158%3AT%3D1653058806%3ART%3D1653058806%3AS%3DALNI_MY1gQUdurpOwwukFntcuTaCSX-HXA&prev_fmts=0x0%2C412x343%2C412x343&nras=4&correlator=7444401638908&frm=20&pv=1&ga_vid=201562508.1653058803&ga_sid=1653070044&ga_hid=1773350737&ga_fc=1&u_tz=180&u_his=27&u_h=915&u_w=412&u_ah=915&u_aw=412&u_cd=24&u_sd=2.625&dmc=4&adx=0&ady=3945&biw=412&bih=733&scr_x=0&scr_y=0&eid=44759875%2C44759926%2C44759837%2C31067699%2C21066434%2C21065725&oid=2&pvsid=2192741357943934&pem=128&tmod=1627135398&uas=3&nvt=3&ref=https%3A%2F%2Fwww.google.com%2F&eae=0&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C412%2C0%2C412%2C733%2C412%2C733&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&ifi=5&uci=a!5&btvi=3&fsb=1&xpc=bTxgacGjsM&p=https%3A//democraticac.de&dtd=1626
كل هذه الخواص أعطت النيل وحوضه وزناً تاريخياً وبعداً حضارياً خاصاً لأهميته الجيوسياسية الفريدة ، ونظراً للأهمية المطلقة لنهر النيل فقد اهتمت الدولة المركزية في مصر منذ أقدم العصور بمتابعة النهر والبحث عن منابعه ولعل هذا ساعد على تعميق انتماء مصر الأفريقي ونقل حضارتها إلى كل مكان من أرض القارة لاسيما في مروي السودان وأكسوم الحبشة بإثيوبيا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شوقي الجمل، تاريخ سودان وادي النيل، حضارته وعلاقته بمصر من أقدم العصور إلى الوقت الحاضر ( القاهرة : مكتبة الانجلو مصرية، 1969) ، ص 4-10.
(2) عادل سيد عبد الرازق، أبعاد دول منظمة الوحدة الإفريقية في مجابهة مشكلات التصحر والجفاف، الندوة الدولية لحوض النيل، جامعة القاهرة، معهد البحوث والدراسات الإفريقية مارس، 1978م، ص 337
ولقد بدأ الاهتمام الفعلي بمياه النيل في عهد محمد علي وذلك بإرسال بعثات كشفية مصرية بقيادة “سليمان قضبان” الذي قام بمحاولة تتبع منابع النيل والتوغل في مناطق جنوب السودان حتى الوصول إلى منطقة غندوكرو في الجنوب السوداني. ولقد كانت مصر على مر التاريخ هي الدولة الأولى التي تستفيد من مياه النيل في ري أراضيها لاعتمادها كلياً على الري النهري، كما استفاد السودان أيضاً من نهر النيل في الزراعة في مشروع الجزيرة ومناطق النيل الأبيض والأزرق والشمالية وغيرها (1).https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-5221881838831149&output=html&h=343&adk=2673199636&adf=4108934262&pi=t.aa~a.590237761~i.27~rp.4&w=412&lmt=1653070051&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5993473712&psa=1&ad_type=text_image&format=412×343&url=https%3A%2F%2Fdemocraticac.de%2F%3Fp%3D1310&fwr=1&pra=3&rh=317&rw=380&rpe=1&resp_fmts=3&sfro=1&wgl=1&fa=27&adsid=ChAI8PiclAYQguSji9H2r-8tEj0AjUolXqST4crlQ1zSkhYlojbLl06gg75WcfZQh7sCKjSEaBOFg1HitM3RAN79znYUqDBlmK_W2zB3KEj1&uach=WyJBbmRyb2lkIiwiMTEuMC4wIiwiIiwiU00tQTMxNUciLCI5OC4wLjQ3NTguMTAxIixbXSxudWxsLG51bGwsIiIsW1siIE5vdCBBO0JyYW5kIiwiOTkuMC4wLjAiXSxbIkNocm9taXVtIiwiOTguMC40NzU4LjEwMSJdLFsiR29vZ2xlIENocm9tZSIsIjk4LjAuNDc1OC4xMDEiXV0sZmFsc2Vd&dt=1653070049453&bpp=20&bdt=10407&idt=20&shv=r20220518&mjsv=m202205190101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D3cc9f0c0fab7a336-221263debbd300ec%3AT%3D1653058806%3ART%3D1653058806%3AS%3DALNI_MYNZ1YYkyisbkl2p7YbYgVwebCxuA&gpic=UID%3D0000072e74cf6158%3AT%3D1653058806%3ART%3D1653058806%3AS%3DALNI_MY1gQUdurpOwwukFntcuTaCSX-HXA&prev_fmts=0x0%2C412x343%2C412x343%2C412x343&nras=5&correlator=7444401638908&frm=20&pv=1&ga_vid=201562508.1653058803&ga_sid=1653070044&ga_hid=1773350737&ga_fc=1&u_tz=180&u_his=27&u_h=915&u_w=412&u_ah=915&u_aw=412&u_cd=24&u_sd=2.625&dmc=4&adx=0&ady=4910&biw=412&bih=733&scr_x=0&scr_y=0&eid=44759875%2C44759926%2C44759837%2C31067699%2C21066434%2C21065725&oid=2&pvsid=2192741357943934&pem=128&tmod=1627135398&uas=3&nvt=3&ref=https%3A%2F%2Fwww.google.com%2F&eae=0&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C412%2C0%2C412%2C733%2C412%2C733&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&ifi=6&uci=a!6&btvi=4&fsb=1&xpc=3MdDl2mDPs&p=https%3A//democraticac.de&dtd=1663
ولم تكن الدول والمجتمعات الإفريقية السابقة على العصر الحديث يهمها مسألة مياه النيل لأنها مناطق تغمرها مياه الأمطار، ولكن حديثاً بدأت مسألة مياه النيل تأخذ أبعادا جديدة نتيجة تزايد الحاجة إليها من جانب دول الحوض سواء للزراعة أو توليد الكهرباء، ولقد شكلت مياه النيل ركناً أساسياً هاماً في العلاقات المصرية السودانية في العصر الحديث .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المرجع السابق : ص 339
ثالثا : الصراع حول مياه نهر النيل :
التعريف بالنهر :
يعتبر نهر النيل من أطول الأنهار في العالم حيث يبلغ طوله 6,650 كلم، وهو يجري من الجنوب إلى الشمال نحو مصبه في البحر الأبيض المتوسط، وذلك في الجزء الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا. ينبع النيل من بحيرة فيكتوريا التي تبلغ مساحتها 68 ألف كلم2.. و يعتبر نهر كاجيرا (Kagera) من الجداول الرئيسية لنهر النيل ومن أكبر الروافد التي تصب في بحيرة فيكتوريا، وينبع من بوروندي قرب الرأس الشمالي لبحيرة تنجانيقا الواقعة إلى الجنوب من بحيرة فيكتوريا في وسط أفريقيا، ويجري في اتجاه الشمال صانعا الحدود بين تنزانيا ورواندا، وبعدما يتجه إلى الشرق يصبح الحد الفاصل بين تنزانيا وأوغندا ومنها إلى بحيرة فيكتوريا بعدما يكون قد قطع مسافة 690 كلم. أما نهر روفيرونزا (Rovironza) الذي يعتبر الرافد العلوي لنهر كاجيرا وينبع أيضا من بوروندي، فيلتحم معه في تنزانيا ويعتبر الحد الأقصى في الجنوب لنهر النيل.(1)
ويبلغ معدل كمية تدفق المياه داخل بحيرة فيكتوريا أكثر من 20 مليار متر مكعب في السنة، منها 7.5 مليارات من نهر كاجيرا و8.4 مليارات من منحدرات الغابات الواقعة شمال شرق كينيا و3.2 مليارات من شمال شرق تنزانيا، و1.2 مليار من المستنقعات الواقعة شمال غرب أوغندا كما ورد في تقارير منظمة الفاو لعام 1982.https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-5221881838831149&output=html&h=343&adk=2673199636&adf=2107039228&pi=t.aa~a.590237761~i.37~rp.4&w=412&lmt=1653070057&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5993473712&psa=1&ad_type=text_image&format=412×343&url=https%3A%2F%2Fdemocraticac.de%2F%3Fp%3D1310&fwr=1&pra=3&rh=317&rw=380&rpe=1&resp_fmts=3&sfro=1&wgl=1&fa=27&adsid=ChAI8PiclAYQguSji9H2r-8tEj0AjUolXqST4crlQ1zSkhYlojbLl06gg75WcfZQh7sCKjSEaBOFg1HitM3RAN79znYUqDBlmK_W2zB3KEj1&uach=WyJBbmRyb2lkIiwiMTEuMC4wIiwiIiwiU00tQTMxNUciLCI5OC4wLjQ3NTguMTAxIixbXSxudWxsLG51bGwsIiIsW1siIE5vdCBBO0JyYW5kIiwiOTkuMC4wLjAiXSxbIkNocm9taXVtIiwiOTguMC40NzU4LjEwMSJdLFsiR29vZ2xlIENocm9tZSIsIjk4LjAuNDc1OC4xMDEiXV0sZmFsc2Vd&dt=1653070049540&bpp=21&bdt=10494&idt=22&shv=r20220518&mjsv=m202205190101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D3cc9f0c0fab7a336-221263debbd300ec%3AT%3D1653058806%3ART%3D1653058806%3AS%3DALNI_MYNZ1YYkyisbkl2p7YbYgVwebCxuA&gpic=UID%3D0000072e74cf6158%3AT%3D1653058806%3ART%3D1653058806%3AS%3DALNI_MY1gQUdurpOwwukFntcuTaCSX-HXA&prev_fmts=0x0%2C412x343%2C412x343%2C412x343%2C412x343%2C412x733&nras=7&correlator=7444401638908&frm=20&pv=1&ga_vid=201562508.1653058803&ga_sid=1653070044&ga_hid=1773350737&ga_fc=1&u_tz=180&u_his=27&u_h=915&u_w=412&u_ah=915&u_aw=412&u_cd=24&u_sd=2.625&dmc=4&adx=0&ady=5059&biw=412&bih=733&scr_x=0&scr_y=0&eid=44759875%2C44759926%2C44759837%2C31067699%2C21066434%2C21065725&oid=2&pvsid=2192741357943934&pem=128&tmod=1627135398&uas=1&nvt=3&ref=https%3A%2F%2Fwww.google.com%2F&eae=0&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C412%2C0%2C412%2C733%2C412%2C733&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&ifi=7&uci=a!7&btvi=5&fsb=1&xpc=h4Q9DLLIaw&p=https%3A//democraticac.de&dtd=7597
يعرف النيل بعد مغادرته بحيرة فيكتوريا باسم نيل فيكتوريا، ويستمر في مساره لمسافة 500 كلم مرورا ببحيرة إبراهيم (Kyoga) حتى يصل إلى بحيرة ألبرت التي تتغذى كذلك من نهر سمليكي (Semliki) القادم أصلا من جبال جمهورية الكونغو الديمقراطية مرورا ببحيرة إدوارد، وبعدها يدعى نيل ألبرت. وعندما يصل جنوب السودان يدعى بحر الجبل، وبعد ذلك يجري في منطقة بحيرات وقنوات ومستنقعات يبلغ طولها من الجنوب إلى الشمال 400 كلم ومساحتها الحالية 16.2 ألف كلم2، إلا أن نصف كمية المياه التي تدخلها تختفي من جراء النتح والتبخر.ومن الجدير بالذكر أن النيل الأزرق يشكل 80-85% من مياه النيل الإجمالية، ولا يحصل هذا إلا أثناء مواسم الصيف بسبب الأمطار الموسمية على مرتفعات إثيوبيا، بينما لا يشكل في باقي أيام العام إلا نسبة قليلة، حيث تكون المياه قليلة.(2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الموسوعة الحرة للمعلومات ( ويكبيديا ) بعنوان : مبادرة دول حوض النيل
(2) عباس محمد شراقى ، المشروعات المائية فى إثيوبيا وأثارها على مستقبل مياه النيل ( مؤتمر آفاق التعاون والتكامل بين دول حوض النيل – الفرص والتحديات – جامعة القاهرة – معهد البحوث والدراسات الإفريقية ) 25-26 مايو 2010 ص 159https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-5221881838831149&output=html&h=343&adk=2673199636&adf=2510255487&pi=t.aa~a.590237761~i.39~rp.4&w=412&lmt=1653070070&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5993473712&psa=1&ad_type=text_image&format=412×343&url=https%3A%2F%2Fdemocraticac.de%2F%3Fp%3D1310&fwr=1&pra=3&rh=317&rw=380&rpe=1&resp_fmts=3&sfro=1&wgl=1&fa=27&adsid=ChAI8PiclAYQguSji9H2r-8tEj0AjUolXqST4crlQ1zSkhYlojbLl06gg75WcfZQh7sCKjSEaBOFg1HitM3RAN79znYUqDBlmK_W2zB3KEj1&uach=WyJBbmRyb2lkIiwiMTEuMC4wIiwiIiwiU00tQTMxNUciLCI5OC4wLjQ3NTguMTAxIixbXSxudWxsLG51bGwsIiIsW1siIE5vdCBBO0JyYW5kIiwiOTkuMC4wLjAiXSxbIkNocm9taXVtIiwiOTguMC40NzU4LjEwMSJdLFsiR29vZ2xlIENocm9tZSIsIjk4LjAuNDc1OC4xMDEiXV0sZmFsc2Vd&dt=1653070049623&bpp=20&bdt=10578&idt=20&shv=r20220518&mjsv=m202205190101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D3cc9f0c0fab7a336-221263debbd300ec%3AT%3D1653058806%3ART%3D1653058806%3AS%3DALNI_MYNZ1YYkyisbkl2p7YbYgVwebCxuA&gpic=UID%3D0000072e74cf6158%3AT%3D1653058806%3ART%3D1653058806%3AS%3DALNI_MY1gQUdurpOwwukFntcuTaCSX-HXA&prev_fmts=0x0%2C412x343%2C412x343%2C412x343%2C412x343%2C412x733%2C412x343&nras=8&correlator=7444401638908&frm=20&pv=1&ga_vid=201562508.1653058803&ga_sid=1653070044&ga_hid=1773350737&ga_fc=1&u_tz=180&u_his=27&u_h=915&u_w=412&u_ah=915&u_aw=412&u_cd=24&u_sd=2.625&dmc=4&adx=0&ady=5648&biw=412&bih=733&scr_x=0&scr_y=358&eid=44759875%2C44759926%2C44759837%2C31067699%2C21066434%2C21065725&oid=2&pvsid=2192741357943934&pem=128&tmod=1627135398&uas=1&nvt=3&ref=https%3A%2F%2Fwww.google.com%2F&eae=0&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C412%2C0%2C412%2C837%2C412%2C837&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&ifi=8&uci=a!8&btvi=6&fsb=1&xpc=5h9fsqnObL&p=https%3A//democraticac.de&dtd=21106
دول حوض النيل :
يبلغ عدد الدول المشاركة في حوض نهر النيل إحدى عشرا دولة ، وهي من المنبع إلى المصب كما يلي: بوروندي ورواندا وتنزانيا وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا والسودان وجنوب السودان ومصر.ومناخ جميع هذه الأقطار رطب ومعتدل، حيث يبلغ معدل هطول الأمطار 1000-1500 ملم/السنة، ما عدا الجزء الشمالي من السودان ومصر فهو قاري، ولا تتعدى نسبة هطول الأمطار فيهما 20 ملم/السنة. ومن المعلوم أن معدل هطول الأمطار السنوية في إثيوبيا وحدها 900 مليار متر مكعب/السنة.(1)
كما يشغل حوض النيل في بعض الدول كجمهورية الكونغو الديمقراطية 0.7%، وبوروندي 0.4% أي ما يساوي نصف مساحتها الإجمالية، ورواندا 0.7% أي ما يساوي 75% من مساحتها الإجمالية، وتنزانيا 2.7%، وكينيا 1.5%، والكونغو 0.7%، وأوغندا 7.4%، وإثيوبيا 11.7%، وإريتريا 0.8%، والسودان 63.6%، ومصر 10%.ويبلغ معدل جريان النيل الأبيض السنوي قبل الوصول إلى الخرطوم 29.6 مليار متر مكعب/السنة، والنيل الأزرق في الخرطوم 49.7 مليار متر مكعب/السنة، ونهر عطبرة 11.7 مليار متر مكعب/السنة. أما نهر النيل قبل أسوان أقصى جنوب مصر فيبلغ 84 مليار متر مكعب/السنة أو 90 مليارا إذا أضفنا إليه كمية التبخر. هذا ناتج ما تبقى بعدما تستنفد الدول المشاطئة حاجتها من المياه.(2)https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-5221881838831149&output=html&h=343&adk=2673199636&adf=870580794&pi=t.aa~a.590237761~i.43~rp.4&w=412&lmt=1653070081&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5993473712&psa=1&ad_type=text_image&format=412×343&url=https%3A%2F%2Fdemocraticac.de%2F%3Fp%3D1310&fwr=1&pra=3&rh=317&rw=380&rpe=1&resp_fmts=3&sfro=1&wgl=1&fa=27&adsid=ChAI8PiclAYQguSji9H2r-8tEj0AjUolXqST4crlQ1zSkhYlojbLl06gg75WcfZQh7sCKjSEaBOFg1HitM3RAN79znYUqDBlmK_W2zB3KEj1&uach=WyJBbmRyb2lkIiwiMTEuMC4wIiwiIiwiU00tQTMxNUciLCI5OC4wLjQ3NTguMTAxIixbXSxudWxsLG51bGwsIiIsW1siIE5vdCBBO0JyYW5kIiwiOTkuMC4wLjAiXSxbIkNocm9taXVtIiwiOTguMC40NzU4LjEwMSJdLFsiR29vZ2xlIENocm9tZSIsIjk4LjAuNDc1OC4xMDEiXV0sZmFsc2Vd&dt=1653070049706&bpp=19&bdt=10660&idt=20&shv=r20220518&mjsv=m202205190101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D3cc9f0c0fab7a336-221263debbd300ec%3AT%3D1653058806%3ART%3D1653058806%3AS%3DALNI_MYNZ1YYkyisbkl2p7YbYgVwebCxuA&gpic=UID%3D0000072e74cf6158%3AT%3D1653058806%3ART%3D1653058806%3AS%3DALNI_MY1gQUdurpOwwukFntcuTaCSX-HXA&prev_fmts=0x0%2C412x343%2C412x343%2C412x343%2C412x343%2C412x733%2C412x343%2C412x343&nras=9&correlator=7444401638908&frm=20&pv=1&ga_vid=201562508.1653058803&ga_sid=1653070044&ga_hid=1773350737&ga_fc=1&u_tz=180&u_his=27&u_h=915&u_w=412&u_ah=915&u_aw=412&u_cd=24&u_sd=2.625&dmc=4&adx=0&ady=6613&biw=412&bih=733&scr_x=0&scr_y=888&eid=44759875%2C44759926%2C44759837%2C31067699%2C21066434%2C21065725&oid=2&pvsid=2192741357943934&pem=128&tmod=1627135398&uas=1&nvt=3&ref=https%3A%2F%2Fwww.google.com%2F&eae=0&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C412%2C0%2C412%2C837%2C412%2C837&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&ifi=9&uci=a!9&btvi=7&fsb=1&xpc=F1ALnEZlMl&p=https%3A//democraticac.de&dtd=32251
ومن الجدير بالذكر أن مساهمة النيل الأزرق تساوي ضعف مساهمة النيل الأبيض في مياه نهر النيل، ولكن تبقى هذه النسبة متغيرة، إذ تخضع للمواسم المطرية القصوى والدنيا على مدار السنة، مع العلم بأن جريان النيل الأبيض يبقى شبه ثابت خلال الفصول الأربعة، وبذلك تصبح مساهمة النيل الأزرق 90% والنيل الأبيض 5% عند الذروة، في حين تصبح 70% للأول و30% للثاني عند الحالات الدنيا حسب الفاو. وتجدر الإشارة إلى أن معظم الدول المتشاطئة في الحوض -ما عدا السودان ومصر- تملك حاجتها من المياه وزيادة لكثرة البحيرات العذبة والأنهار ولكثرة هطول الأمطار فيها، بينما يعتمد السودان بنسبة 77% ومصر بنسبة 97% على مياه نهر النيل. (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المرجع السابق : ص 160
(2) الموسوعة الحرة للمعلومات ( ويكبيديا ) بعنوان : مبادرة دول حوض النيل
(3) عباس محمد شراقى ، المشروعات المائية فى إثيوبيا وأثارها على مستقبل مياه النيل : مرجع سابق ص 161
الأهمية الإستراتيجية لنهر النيل :
لنهر النيل تأثيره الرئيسي في السياسة الخارجية المصرية منذ فجر التاريخ , حيث كان له دور أساس في صياغة ما يمكن تسميته بدبلوماسية المياه , وما تفرضه من ضرورات المرونة والمهادنة بشكل معين في عقل القرار المصري وتعاملاته مع الصراعات الداخلية والإقليمية والدولية بمنطقة حوض النيل وما حولها وكل خروج عن هذه الصياغة هو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة , فأي تحرك في الدول الواقعة جنوب مصر قد يغير من طبيعة مجري النيل , أو حركة وحجم تدفق المياه فيه يسبب حالة من التوتر في مصر , لأنة يذكرها بنقطة الضعف في جغرافيتها السياسية , ويهدد حاجتها المتصاعدة للمياه لتلبية مشروعات التنمية الزراعية والصناعية فيها , لمواجهة مشكلة استيرادها لما يزيد علي 70% من حاجتها الغذائية , ومعاناتها من ارتفاع معدلات النمو السكاني فيها.(1)
تطور الصراع الدولي حول نهر النيل :
حددت الاتفاقات أسس العلاقة بين الدول الكائنة حول حوض النيل ومنها مصر والسودان وأثيوبيا , وقد أصبحت معظم هذه الاتفاقات مثيرة للجدل لأنها أبرمت مع السلطات الاستعمارية قبل حصول هذه الدول الأفريقية علي استقلالها ومن بين هذه الاتفاقات الاتفاقية الانجلو- أثيوبية في 15 مايو 1902م لتعيين الحدود بين أثيوبيا والسودان , التي تعهد فيها حاكم أثيوبيا بان لا يقيم أو يسمح بإقامة أية منشأة عبر النيل الأزرق أو بحيرة تانا أو السوباط يكون من شأنها أن توقف تدفق مياهها إلي نهر النيل الا بالاتفاق مع حكومتي بريطانيا والسودان , كما تم التأكيد علي مبدأ عدم عرقلة الأنهار التي تنبع من أثيوبيا واريتريا في معاهدة عام 1906م الثلاثية بين فرنسا وبريطانيا وايطاليا . (2)
وهناك أيضا اتفاقية عام 1929م بين مصر والسودان , التي وضعتها اللجنة الثلاثية الدولية المكونة من ممثل من بريطانيا وأمريكا والهند في أعقاب نزاع الدولتين – مصر والسودان – حول نصيب كل منهما من مياه نهر النيل , ثم استقرت الدولتان علي اتفاقية عام 1959م التي أبرمت بمناسبة البدء في بناء السد العالي ورتبت حقوق الدولتين المائية فيها .(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الموسوعة الحرة للمعلومات ( وكبيديا ) بعنوان : نهر النيل
(2) وزارة الخارجية – المملكة العربية السعودية ، بحوث دبلوماسية ( الرياض : 1992م ) ص 187
(3) المرجع السابق: ص 188
ولكن الحكومة الأثيوبية قدمت عام 1957م مذكرة إلي كل من مصر والسودان ، أشارت فيها إلي حقها الطبيعي في مياه نهر النيل النابعة من أراضيها ، وبالتالي معارضتها لاتفاق عام 1902م ، وإنها تتمسك بمبدأ ممارسة السيادة علي منابع النيل الأزرق وعطبرة ، وتزامن مع رفض الحكومة الأثيوبية لهذه الاتفاقية الإعلان عن نتائج دراسة لتنمية الأراضي الزراعية الأثيوبية ، اقترح فيها ردا علي مشروع السد العالي في مصر ، إقامة 36 سدا وخزانا من شأنها أن تنقص 5.4 مليار متر مكعب من تدفق مياه النيل الأزرق . ورغم أن هذه المشاريع لم تر النور إلا أن التقرير الاستراتيجي العربي المنشور عام 1988م يعدها تذكرا أمريكيا لمصر بنقاط ضعفها الجيوبوليتيكي ، كما إنها تظل تهديدا لمصر كلما توترت العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا.(1)
ومن ذلك يظهر انه ما لم يتم تدعيم التعاون بين دول حوض نهر النيل ، من خلال وجود كيان قوي لتنمية المشاريع المائية الجماعية فيها ، فإن بذور الصراع ستظل كامنة ، ولن يهدأ لأعداء المنطقة بال حتى يستغلوها من جانب أخر نجد أن معالم الرؤية الإسرائيلية الجديدة للسلام في المنطقة تتضح من خلال طرحها نماذج للتكامل الإقليمي بين دول المنطقة في صيغ مشابهة للسوق المشتركة ، واحد مجالات ذلك التكامل هو مجال الزراعة ، وتصدير تكنولوجيا الري لمصر ، واستخدام نظام فعال للمياه بهدف دعم التنمية الزراعية في مصر. (2)
وترتبط هذه الرؤية الإسرائيلية بالرؤية الأمريكية التي تربط بين ضرورة استغلال الثروات المائية في المنطقة وإعادة توزيعها ، مع عمليات التسوية السياسية في المنطقة ومشاكل نقص المياه في الكيان الإسرائيلي ، وبالتالي فإن قضية المياه ستدخل في إطار قضايا التسوية وإعادة صياغة بناء الوحدات المكونة للنظام الإقليمي في المنطقة / ولذلك تطرح الصفوة الإسرائيلية (التكنوقراط) في إطار تطبيع العلاقات مع مصر وتوزيع الموارد المائية في المنطقة نموذجين للتكامل المائي هما:
(أ) نموذج المهندس البشع كلي “تاحال”: الذي يقوم علي أساس أن مشاكل الكيان الإسرائيلي المائية يمكن حلها عن طريق استخدام 1% من مياه نهر النيل ، وأن هذا المشروع يمكن أن يؤدي إلي حل بعض مشاكل المياه المصرية والعربية بري شمال سيناء وإمداد قطاع غزة والكيان الإسرائيلي والضفة الغربية بالمياه
(ب) نموذج “يؤر” أو النيل الأزرق – الأبيض : الذي نادي شاؤول ارلوروف نائب مدير هيئة مياه الكيان الإسرائيلي سابقا ، وذلك بحفر ثلاثة أنفاق تحت قناة السويس لدفع مياه نهر النيل إلي سيناء ثم إلي صحراء النقب. (3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بشير شريف البرغوثى ،المطامع الإسرائيلية في مياه فلسطين والدول العربية المجاورة ( عمان : دار الجليل ،1986م) ص 62
(2) عز الدين شكري ، التعاون الاسرائيلى الاثيويى والأمن القومي المصري ، مجلة السياسة الدولية ( القاهرة ، العدد 101 ،يوليو 1990م ) ص 170
(3) المرجع السابق ص : 175
وقد واجه هذان النموذجان تساؤلات داخل الكيان الإسرائيلي ، حول عدم أخذها بعين الحسبان إمكانية استخدام مصر لهما كأداة للمنع أو المنح في مفاوضاتها ، رغم أن السادات – الرئيس المصري السابق – بعد زيارته للأراضي المحتلة وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد قد اقترح في 17 ديسمبر 1979م جر مياه نهر النيل ، بحفر ترعة السلام تحت قناة السويس إلي سيناء ومنها إلي النقب – تجسيدا للنموذجين السابقين – إلا أن المعارضة الشديدة التي لاقاها المشروع داخل مصر وخارجها من الدول العربية والأفريقية أوفقت ذلك المشروع. (1)
من جانب أخر وخلال انعقاد ندوة التعاون الاقتصادي لدول الشرق الأوسط في لوزان – سويسرا – عام 1989م ، تقدم أحد المشاركين في الندوة وهو البروفيسور حاييم بن شاهار – الرئيس السابق لجامعة تل أبيب – باقتراح حول مجالات التعاون بين الكيان الإسرائيلي والدول العربية ، مفاده أن تقوم مصر بمنح هذا الكيان حصة من مياه نهر النيل قدرها 1% عبر أنابيب خاصة لاستخدامها في مشاريع التنمية الزراعية الإسرائيلية مما يؤكد استمرارية الأطماع الإسرائيلية في مياه نهر النيل.
إن من أهم المخاطر الاقتصادية والإستراتيجية التي يمثلها مشروع نقل مياه نهر النيل إلي الكيان الإسرائيلي ما يلي : (2)
1- تأثر الأمن القومي المصري مائيا وغذائيا بسبب هذا المشروع الذي سيكون علي حساب الاحتياجات الحقيقية للشعب المصري.
2- أن المشروع سيسهم في حل عدد من المشاكل الرئيسية التي يعاني منها الكيان الإسرائيلي كأزمة المياه ، وعدم القدرة علي التوسع الزراعي ، ومحدودية القدرة علي استيعاب المهاجرين ، وهذه عوامل من شأنها وببساطة أن تدعم القوة الإسرائيلية بوجه عام ، وتدعم بالتالي توجهاتها العدوانية والتوسعية.
3- أ ن نجاح هذا المروع يعني نجاح الكيان الإسرائيلي في إرساء أمر واقع وجديد في المنطقة ، يعد من اخطر أشكال فرض الأمر الواقع علي الإطلاق ، لأنه سيأخذ نوعا من المشروعية والبعد القانوني في ظل التسوية الإسرائيلية – المصرية.
من ناحية أخري هناك تخوف من أن يعمد الكيان الإسرائيلي إلي ممارسة ضغوطه بشكل غير مباشر لتحقيق أهدافه ، وذلك بالإسهام في مشاريع أثيوبية لإنشاء سدود علي نهر النيل الأزرق ، وعندئذ لابد أن يؤدي الأمر إلي توتر في المنطقة بشكل يحقق توقع الدكتور بطرس غالي- وزير الدولة المصري السابق للشئون الخارجية – عندما قال : “إن الحرب المقبلة في الشرق الأوسط بسبب مياه النيل وليس بسبب الاختلافات السياسية”.(3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حسام شحاتة ، المياه العربية في دائرة الخطر ( دمشق : مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية ،1990 ) ص 49
(2) وزارة الخارجية – المملكة العربية السعودية، بحوث دبلوماسية، مرجع سابق: ص 190
(3) المرجع السابق ص 191
وقد أوضحت الأنباء في الصحف الغربية والإسرائيلية بعض أبعاد التعاون بين الكيان الإسرائيلي وأثيوبيا في مجالات المياه والمجالات العسكرية والأمنية والفنية ، كما أظهرت الزيارات بين عدد من كبار المسئولين في الدولتين ، وجود إدارة ووعي سياسيين – خاصة لدي الكيان الإسرائيلي – لتطوير وبلورة تعاون مستقر ودائم بينهما ، مما يشكل أساسا لقيام ارتباط استراتيجي بين كل من الدولتين المحيطتين بالنظام العربي ، فأثيوبيا كانت أخر الدول الأفريقية التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي تنفيذا لقرارات الوحدة الأفريقية في أكتوبر 1974م ، كما أنها ظلت بعد ذلك محتفظة بعلاقات معه في مختلف المجالات ، إلي أن عادت العلاقات بينهما في أكتوبر 1989م . (1)
ومن أهم المؤشرات السلبية لهذا التعاون علي الوطن العربي أنه يشكل في تطوره تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري عبر سيطرة أثيوبيا علي 85% من مياه نهر النيل المتدفقة إلي مصر ، وإن كانت قدرة أثيوبيا علي التحكم في تدفق كميات المياه المنحدرة من الهضبة الأثيوبية شبة منعدمة ، بسبب نقص التمويل والخبرة الفنية ، ونظرا لطبيعة انحدار الهضبة نفسها ، إلا أنها تظل مصدر التهديد الرئيسي لحصة مصر من المياه ، فإذا توفر طرف قادر وراغب في مساعدة أثيوبيا – كالكيان الإسرائيلي- علي القيام ببعض المشروعات التي تؤثر علي هذه الحصة ، فإن ذلك سيشكل تهديدا واضحا للأمن القومي المصري في المستقبل ، وزيادة في الضغط علي مصر وإمكاناتها إقليميا ودوليا من هاتين الدولتين. (2)
والحقيقة إن إقامة أثيوبيا لأية مشروعات مائية لتوليد الطاقة واستصلاح الأراضي فيها ، ستحد من كمية المياه التي تصل إلي السودان ومصر ، كما أن إقامة أية دولة من دول حوض نهر النيل الاخري لأية مشروعات مماثلة أو تغيير نظام الحكم فيها – بما لا يتفق مع السياستين السودانية والمصرية – سيخلق جوانب رئيسية لتهديد الموارد المائية للسودان ومصر علي نهر النيل.وقد كشف وزير الموارد المائية المصري عصام راضي في جلسة خاصة لمجلس الشورى في نهاية عام 1989م عن تفاصيل الأزمة بين مصر وأثيوبيا حول مياه نهر النيل ، معلنا أن مصر تدخلت لإقناع مؤسسات التمويل الدولية بوقف تمويل مشاريع أثيوبية علي نهر النيل الأبيض ، بسبب عدم أخذ رأي مصر لدي إصدار أثيوبيا قرارها بتنفيذ المشاريع ، مؤكدا أن مصر ترصد كل حركة وكل نقطة مياه في حوض نهر النيل (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عز الدين شكري ، التعاون الاسرائيلى الاثيوبى والأمن القومي المصري ، مرجع سابق ص 176
(2) المرجع السابق ص 177
(3) وزارة الخارجية – المملكة العربية السعودية، بحوث دبلوماسية، مرجع سابق: 191
وأن لديها مهندسين موجودين في أوغندا – وهي أحدي دول منابع نهر النيل ، لمراقبة ومراجعة حصتها في المياه ، كما أعلن السودان من جهته علي لسان يعقوب موسي وزير الري ، أن قيام هذه المشاريع الأثيوبية سيؤثر علي كمية المياه المتدفقة إلي السودان ومصر ، وأكد الدعوة للتفاوض مع أثيوبيا لتقسيم مياه نهر النيل.(1)
إن التحالف الإسرائيلي – الأثيوبي في مدخل البحر الأحمر ومنابع نهر النيل ، يرتكز في الجانب الإثيوبي منه إلي عوامل عدة في مقدمتها الأوضاع الاقتصادية المنهارة ، والهزائم المتلاحقة التي مني بها الجيش الأثيوبي في إقليم التيغراي وفي ارتريا ، ووقوع أثيوبيا تحت ضغط احتياجها للأسلحة والكوادر الإسرائيلية لمواجهة هذه الهزائم ، وملء فراغ انسحاب القوات السوفيتية من أثيوبيا ، في مقابل أن يحقق الكيان الإسرائيلي أهدافه البعيدة المدى ، ومحاولة ابتزاز مصر ، والضغط عليها لإعاقة أي دور يمكن أن تؤديه علي صعيد القضية الفلسطينية وتطوراتها ، وكذلك إعاقة أي دور مصري لحل قضية جنوب السودان والذي يعد من الأهداف الأثيوبية – الإسرائيلية المشتركة.(2)
من جانب أخر تذكر التقديرات أن استثمار مياه نهر النيل محدود لانخفاض مستوي النهر إلي ادني معدل له خلال هذا القرن ، مما سبب العديد من المشاكل لدول حوضه خاصة مصر ، كمشكلة انخفاض معدل السياحة المصرية ، وانخفاض مخزون المياه في بحيرة ناصر ، الذي هدد مولدات الطاقة الكهربائية فيها وذلك عام 1989م. مما يشير بقوة إلي أن الحرب المقبلة في شمال شرق أفريقيا ستكون حول المياه وليس حول السياسة ، لتأثيرات النقص فيها علي الجوانب الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لدول حوض نهر النيل. (3)
التنسيق الإسرائيلي الأثيوبي حول مياه نهر النيل:
استغلت إسرائيل تقاربها مع أثيوبيا في عهد الإمبراطور هيلاسيلاسي وقامت بتوظيف هذه العلاقة من أجل تهديد مصر من زاوية المياه، لأن 85% من احتياجات مصر المائية تنبع من أثيوبيا، حيث بلغت حصة مصر من مياه النيل 55.5 مليار م3 ارتفعت إلى 70 مليار م3 عام 2000، ما شكل عجزاً مائياً بمقدار 14.5 مليار م3، أما السودان فحصتها 18.5 مليار م3، وتهدف السودان إلى زيادة مساحة الرقعة الزراعية من 4.5 مليون فدان إلى 9 مليون فدان، وهذا يحتاج إلى 14.8 مليار م3، وبذلك يكون العجز المائي عند مصر والسودان 38 مليار م3 من المياه، وهذه الكمية لا يمكن تدبيرها إلا بعد الانتهاء من مشروعات أعالي النيل التي تتولاها مصر والسودان معاً.(4)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عز الدين شكري ، التعاون الاسرائيلى الاثيويى والأمن القومي المصري ، مرجع سابق ص177
(2) وزارة الخارجية – المملكة العربية السعودية، بحوث دبلوماسية، مرجع سابق: 192
(3) المرجع السابق : ص 192
(4) مركز المعلومات الوطني الفلسطيني ( وفا) تقرير بعنوان ( المياه في الصراع العربي – الاسرائيلى ) مرجع سابق
وتلعب إسرائيل من خلال علاقتها مع أثيوبيا والدول الأفريقية في حوض النيل دوراً تحريضياً ضد مصر والسودان، بحجة أنهما تستهلكان كميات كبيرة من المياه دون الحاجة إليها على حساب الدول الأخرى وفي ضوء هذا التحريض سيطرت الشركات الأمريكية والإسرائيلية على معظم المشاريع المائية في المنطقة،وتولت الأبحاث العلمية الخاصة بموارد المياه، وأسفرت العلاقات الأثيوبية الإسرائيلية عن تهجير أعداد كبيرة من يهود الفلاشا، كما قامت إسرائيل بإنشاء ثلاثة سدود مائية كجزء من برنامج أمثل يستهدف بناء 26 سداً على النيل الأزرق لري 400 ألف هكتار، وإنتاج 38 مليار كيلو وات ساعة من الكهرباء، وهذه المشاريع ستحرم مصر من 5 مليار م3 من المياه، كما قامت إسرائيل ببناء سد على منشأ أحد فروع النيل الأزرق الذي يمد النيل بحوالي 75% من المياه لحجز نصف مليار م3 من المياه مقابل قيام أثيوبيا بتسهيلات لإسرائيل في جزيرة دهلك وفاتيما لإقامة قواعد عسكرية فيها، تحولت إسرائيل بعدها إلى أرتيريا لقربها من باب المندب، كما بدأت أثيوبيا ترفع دعاوى إعادة توزيع مياه نهر النيل وفق مبدأ عدالة التوزيع، كما أنها لم تشترك حتى الآن في مجموعة الأندوجو الخاصة بالاستفادة من مياه نهر النيل.