عربي بوست

عمرو موسى الأمين العام الأسبق للجامعة العربية/رويترز
تحدث الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023، عن أهمية دور مصر في تجنيب السودان تداعيات الأحداث الجارية هناك، قائلاً إن “بعض المصالح العربية قد تتعارض مع مصالح مصر الأكثر عمقاً بالسودان”، في حين أعلنت مصر، في بيان لوزارة الخارجية، الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023، أنها أبلغت “الطرفين السودانيين” في الأزمة الحالية، ضرورة وقف إطلاق النار، وأنها تنسق مع السعودية جهود إنهاء الأزمة.
عمرو موسى وفي تغريدات بصفحته الرسمية على تويتر، قال إن “دور مصر في تجنيب السودان نتائج الأحداث الجارية، يجب أن يكون أساسياً وصريحاً”، موضحاً أن “الصراحة مهمة مع إخواننا ومع غيرهم ممن نشطوا في موضوع السودان دائماً أو بالذات مؤخراً”، حسب تعبيره.
https://platform.twitter.com/embed/Tweet.html?creatorScreenName=arabic_post&dnt=true&embedId=twitter-widget-0&features=eyJ0ZndfdGltZWxpbmVfbGlzdCI6eyJidWNrZXQiOltdLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X2ZvbGxvd2VyX2NvdW50X3N1bnNldCI6eyJidWNrZXQiOnRydWUsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdHdlZXRfZWRpdF9iYWNrZW5kIjp7ImJ1Y2tldCI6Im9uIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19yZWZzcmNfc2Vzc2lvbiI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfbWl4ZWRfbWVkaWFfMTU4OTciOnsiYnVja2V0IjoidHJlYXRtZW50IiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19leHBlcmltZW50c19jb29raWVfZXhwaXJhdGlvbiI6eyJidWNrZXQiOjEyMDk2MDAsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfZHVwbGljYXRlX3NjcmliZXNfdG9fc2V0dGluZ3MiOnsiYnVja2V0Ijoib24iLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X3ZpZGVvX2hsc19keW5hbWljX21hbmlmZXN0c18xNTA4MiI6eyJidWNrZXQiOiJ0cnVlX2JpdHJhdGUiLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X2xlZ2FjeV90aW1lbGluZV9zdW5zZXQiOnsiYnVja2V0Ijp0cnVlLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X3R3ZWV0X2VkaXRfZnJvbnRlbmQiOnsiYnVja2V0Ijoib24iLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfX0%3D&frame=false&hideCard=false&hideThread=false&id=1647930300209545218&lang=en&origin=https%3A%2F%2Farabicpost.net%2F%25d8%25a3%25d8%25ae%25d8%25a8%25d8%25a7%25d8%25b1%2Fmiddle_east%2F2023%2F04%2F18%2F%25d8%25b9%25d9%2585%25d8%25b1%25d9%2588-%25d9%2585%25d9%2588%25d8%25b3%25d9%2589-%25d9%258a%25d8%25b7%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25a8-%25d8%25a8%25d9%2584%25d8%25a7%25d8%25af%25d9%2587-%25d8%25a8%25d9%2585%25d9%2588%25d9%2582%25d9%2581-%25d8%25b5%25d8%25b1%25d9%258a%25d8%25ad-%25d9%2581%25d9%258a-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b3%2F&sessionId=187b88ba847b0c34afbd6f857abd94e427502b93&siteScreenName=arabic_post&theme=light&widgetsVersion=aaf4084522e3a%3A1674595607486&width=500px
تعارض مصالح مصر مع مصالح دول عربية بالسودان
أضاف الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية أن “بعض المصالح العربية قد تتعارض مع المصالح المصرية الأكثر عمقاً في السودان، وكذلك الحال في إفريقيا، هنا يُتوقع من مصر وقفة صريحة وجريئة، إذ إن مصالحنا الحيوية في تلك المنطقة بأسرها أصبحت مهددة وعلى المحك”.
أشار موسى إلى أن “احتمال استغلال إثيوبيا للوضع يفاقم مشكلة السد بالنسبة لنا”. وأكد في تغريدة أخرى أنه “يتوقع سياسة ديناميكية من جانبنا وجولات نشطة للدبلوماسية المصرية على مختلف مستوياتها، علنية وسرية، في المجالين العربي والإفريقي، تحجز موقعاً رئيسياً لمصر في مسار الأمور، وتقضي على محاولات الاستبعاد من الاتصالات الجارية حالياً”.
https://platform.twitter.com/embed/Tweet.html?creatorScreenName=arabic_post&dnt=true&embedId=twitter-widget-1&features=eyJ0ZndfdGltZWxpbmVfbGlzdCI6eyJidWNrZXQiOltdLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X2ZvbGxvd2VyX2NvdW50X3N1bnNldCI6eyJidWNrZXQiOnRydWUsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdHdlZXRfZWRpdF9iYWNrZW5kIjp7ImJ1Y2tldCI6Im9uIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19yZWZzcmNfc2Vzc2lvbiI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfbWl4ZWRfbWVkaWFfMTU4OTciOnsiYnVja2V0IjoidHJlYXRtZW50IiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19leHBlcmltZW50c19jb29raWVfZXhwaXJhdGlvbiI6eyJidWNrZXQiOjEyMDk2MDAsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfZHVwbGljYXRlX3NjcmliZXNfdG9fc2V0dGluZ3MiOnsiYnVja2V0Ijoib24iLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X3ZpZGVvX2hsc19keW5hbWljX21hbmlmZXN0c18xNTA4MiI6eyJidWNrZXQiOiJ0cnVlX2JpdHJhdGUiLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X2xlZ2FjeV90aW1lbGluZV9zdW5zZXQiOnsiYnVja2V0Ijp0cnVlLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X3R3ZWV0X2VkaXRfZnJvbnRlbmQiOnsiYnVja2V0Ijoib24iLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfX0%3D&frame=false&hideCard=false&hideThread=false&id=1647928499980709888&lang=en&origin=https%3A%2F%2Farabicpost.net%2F%25d8%25a3%25d8%25ae%25d8%25a8%25d8%25a7%25d8%25b1%2Fmiddle_east%2F2023%2F04%2F18%2F%25d8%25b9%25d9%2585%25d8%25b1%25d9%2588-%25d9%2585%25d9%2588%25d8%25b3%25d9%2589-%25d9%258a%25d8%25b7%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25a8-%25d8%25a8%25d9%2584%25d8%25a7%25d8%25af%25d9%2587-%25d8%25a8%25d9%2585%25d9%2588%25d9%2582%25d9%2581-%25d8%25b5%25d8%25b1%25d9%258a%25d8%25ad-%25d9%2581%25d9%258a-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b3%2F&sessionId=187b88ba847b0c34afbd6f857abd94e427502b93&siteScreenName=arabic_post&theme=light&widgetsVersion=aaf4084522e3a%3A1674595607486&width=500px
في سياق متصل أعلنت مصر، في بيان لوزارة الخارجية، الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023، أنها أبلغت “الطرفين السودانيين” في الأزمة الحالية، في إشارة إلى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ضرورة وقف إطلاق النار، وأنها تنسق مع السعودية جهود إنهاء الأزمة.
بيان وزارة الخارجية جاء عقب اتصال هاتفي بين وزير خارجية مصر سامح شكري، ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في ظل استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية لليوم الثالث على التوالي.
هجوم واشتباك بين الجيش السوداني وقوات الدعم
في حين أنه أول من أمس السبت، تحوّل الطرفان الحليفان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي”، إلى متنازعَين، عقب تبادل قوات الجيش برئاسة الأول و”الدعم السريع” بزعامة الثاني، اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر.
https://platform.twitter.com/embed/Tweet.html?creatorScreenName=arabic_post&dnt=true&embedId=twitter-widget-2&features=eyJ0ZndfdGltZWxpbmVfbGlzdCI6eyJidWNrZXQiOltdLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X2ZvbGxvd2VyX2NvdW50X3N1bnNldCI6eyJidWNrZXQiOnRydWUsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdHdlZXRfZWRpdF9iYWNrZW5kIjp7ImJ1Y2tldCI6Im9uIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19yZWZzcmNfc2Vzc2lvbiI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfbWl4ZWRfbWVkaWFfMTU4OTciOnsiYnVja2V0IjoidHJlYXRtZW50IiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19leHBlcmltZW50c19jb29raWVfZXhwaXJhdGlvbiI6eyJidWNrZXQiOjEyMDk2MDAsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfZHVwbGljYXRlX3NjcmliZXNfdG9fc2V0dGluZ3MiOnsiYnVja2V0Ijoib24iLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X3ZpZGVvX2hsc19keW5hbWljX21hbmlmZXN0c18xNTA4MiI6eyJidWNrZXQiOiJ0cnVlX2JpdHJhdGUiLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X2xlZ2FjeV90aW1lbGluZV9zdW5zZXQiOnsiYnVja2V0Ijp0cnVlLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X3R3ZWV0X2VkaXRfZnJvbnRlbmQiOnsiYnVja2V0Ijoib24iLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfX0%3D&frame=false&hideCard=false&hideThread=false&id=1647931717712216071&lang=en&origin=https%3A%2F%2Farabicpost.net%2F%25d8%25a3%25d8%25ae%25d8%25a8%25d8%25a7%25d8%25b1%2Fmiddle_east%2F2023%2F04%2F18%2F%25d8%25b9%25d9%2585%25d8%25b1%25d9%2588-%25d9%2585%25d9%2588%25d8%25b3%25d9%2589-%25d9%258a%25d8%25b7%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25a8-%25d8%25a8%25d9%2584%25d8%25a7%25d8%25af%25d9%2587-%25d8%25a8%25d9%2585%25d9%2588%25d9%2582%25d9%2581-%25d8%25b5%25d8%25b1%25d9%258a%25d8%25ad-%25d9%2581%25d9%258a-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25b3%2F&sessionId=187b88ba847b0c34afbd6f857abd94e427502b93&siteScreenName=arabic_post&theme=light&widgetsVersion=aaf4084522e3a%3A1674595607486&width=500px
بدأ نزاع البرهان وحميدتي إثر خلاف بدأ بتحريك الأخير قواته نحو عدة مدن سودانية دون إذن من قيادة المؤسسة العسكرية التي يترأسها الأول.
سامح شكري يهاتف فيصل بن فرحان
وفق بيان الخارجية المصرية، “أجرى شكري اتصالاً هاتفياً مع الأمير فيصل بن فرحان، وبحث معه مستجدات الأزمة في السودان”. واتفق الجانبان على “ضرورة بذل كافة الجهود للحفاظ على استقرار وسلامة دولة السودان وشعبها”، بحسب البيان ذاته.
كشف شكري خلال الاتصال الهاتفي، أن مصر نقلت “رسائل للطرفين السودانيين تشدد على أهمية تغليب الحكمة والاستماع لصوت العقل بشكل يؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار”. ووفق الخارجية المصرية، “اتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق خلال الأيام القادمة، لمتابعة تطورات الأزمة وجهود احتوائها”.

وأمس الأحد، وبدعوة من مصر والسعودية، عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (21 عضواً)، اجتماعاً طارئاً دعا في ختامه إلى وقف النار. والأحد أيضاً، أبلغ وزير الخارجية السعودي كلاً من البرهان ونائبه “حميدتي”، أهمية التهدئة والعودة إلى “الاتفاق الإطاري”.
يذكر أنه في عام 2013 جرى تشكيل “الدعم السريع” لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولّت مهامّ منها مكافحة الهجرة غير النظامية على الحدود وحفظ الأمن، قبل أن توصف في النزاع الحالي بين البرهان وحميدتي بأنها “متمردة”.
علامات:
قطعوا ألف كيلومتر ودفعوا مبلغاً باهظاً.. عائلة سودانية تروي تفاصيل رحلة شاقة لمصر هرباً من الموت
تم النشر: 2023/04/25 الساعة 07:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/25 الساعة 07:21 بتوقيت غرينتش

أعمدة الدخان تتصاعد في الخرطوم جراء المواجهات – رويترز
روت عائلة سودانية رحلة الخوف والمشقة التي خاضتها للنجاة بحياتها والذهاب إلى مصر، خوفاً من أن تطالها نيران المعارك العنيفة التي تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم، بين الجيش من جهة، وقوات “الدعم السريع” من جهة أخرى، واضطرت العائلة إلى دفع مبلغ كبير من المال لكي يجري نقلهم خارج منطقة المواجهات.
روان الوليد، إحدى أفراد العائلة السودانية التي تعيش بالخرطوم، كانت تتوقع أن تسافر جواً من الخرطوم إلى القاهرة الأسبوع الماضي لحضور حفل زفاف، لكن الحال انتهى بها في رحلة برية من السودان إلى مصر على متن حافلة استأجرتها عائلتها للهروب من الحرب.
غادرت عائلة روان بعد أن أصاب صاروخ منزلها في حي العمارات بالخرطوم، يوم 18 أبريل/نيسان 2023، ودفعت العائلة أربعة ملايين جنيه سوداني (6750 دولاراً) لاستئجار حافلة لنقل نحو 50 فرداً من أفراد العائلة الكبيرة لمسافة نحو 1000 كيلومتر شمالاً، وسط الأراضي السودانية، وعبر الحدود إلى مدينة أسوان المصرية.
تقول روان، البالغة من العمر 24 عاماً والتي تعمل في مجال التسويق الرقمي، إن القتال كان كثيفاً بينما كانت الحافلة تتجه جنوباً للخروج من الخرطوم على طريق اعتاد الكثيرون استخدامه للفرار من المدينة، قبل أن تعاود الاتجاه إلى الشمال.

وصل أفراد العائلة إلى نقطة تفتيش تابعة لقوات “الدعم السريع”، وسُمح لهم بالمرور، وقالت روان: “لا يزال الأمر مخيفاً للغاية لأنك لا تشعر بالأمان. كان طريقاً طويلاً جداً. كانت معي جدتي، وهي كبيرة جداً في السن، وكان هذا مرهقاً للغاية بالنسبة لها”.
كانت الحافلة من بين أولى حافلات السودانيين الذين شردهم القتال التي تصل إلى الحدود المصرية يوم الجمعة الفائت، وقالت روان إن حرس الحدود تحلًوا بالمرونة؛ إذ سمحوا بالعبور لأشخاص أوشكت صلاحية جوازات سفرهم على الانتهاء وحتى بعض الشبان الذين تزيد أعمارهم قليلا على 16 عاماً، رغم أن القواعد الأمنية تنص على ضرورة حصول الذكور البالغين على تأشيرة لدخول مصر.
استقلت العائلة القطار من أسوان إلى القاهرة، ليستكملوا رحلة استغرقت 72 ساعة، وتشعر روان الآن بالارتياح لابتعادها عن القتال، لكنها تركت وراءها أصدقاء وأقارب من بينهم شقيقها الشاب؛ إذ كانت الأسرة تخشى ألا تتمكن من استخراج تأشيرة دخول في الوقت المناسب، وقالت في مقابلة أجريت معها في مجمع سكني تقيم به في الجيزة: “لم نكن نعرف إن كان سيتمكن من عبور الحدود”.
ولأن شبكات الإنترنت والهواتف أصبحت لا يمكن التعويل عليها بشكل متزايد، تضطر روان أحياناً للاتصال بالجيران للاطمئنان على شقيقها. وقالت “إنه بمفرده، بلا كهرباء ولا ماء ولا طعام. لا نعرف ماذا يحدث له”.
عندما وصلت عائلة روان إلى القاهرة سمعوا أطفالاً يطلقون مفرقعات نارية احتفالاً بعيد الفطر، وقالت روان “هذا جزء من الصدمة التي نعيشها. أي صوت للألعاب النارية يخيفنا”.
كان القتال الدائر في الخرطوم قد أدى إلى محاصرة الكثيرين داخل منازلهم أو أحيائهم، ودمر معظم المستشفيات أو أغلقها، وأدى لانقطاع الكهرباء والمياه لفترات طويلة، وتسبب في غياب القانون وانتشار السلب والنهب في بعض المناطق.
أصوات الضربات الجوية والقصف المدفعي تدوي في أنحاء الخرطوم ليلاً ونهاراً، وعن هذه الأجواء المخيفة، قالت روان: “لقد كان هذا مخيفاً جداً بالنسبة لنا وللناس في السودان. الأطفال يشعرون بالخوف… نعم نجوت، لكنني ما زلت قلقة على الذين تركتهم ورائي. الوضع كارثي للغاية”.
هذا العنف الذي تشهده السودان، اندلع أثناء تفاوض الجيش وقوات الدعم السريع، اللذين نفذا انقلاباً عسكرياً في عام 2021، على خطة للانتقال إلى الحكم المدني، وتسببت المواجهات في قتل المئات وفرار عشرات الآلاف.
تقول روان: “أردنا حكماً مدنياً”. وأضافت: “نحن أبرياء. دُمرت منازلنا بينما يتقاتل رئيس المجلس العسكري مع نائبه ولا علاقة لنا بهذا”.
يأتي هذا، فيما يقيم في مصر ما يقدر بنحو أربعة ملايين سوداني، وحتى قبل القتال كان المزيد من السودانيين يتجهون شمالاً هرباً من الركود الاقتصادي في بلادهم.
علامات:
مصر تؤكد مقتل أحد أفراد بعثتها الدبلوماسية في السودان.. الجيش السوداني أصدر بياناً جديداً كشف فيه التفاصيل
تم النشر: 2023/04/24 الساعة 20:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/25 الساعة 05:57 بتوقيت غرينتش

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي – رويترز
أعلنت وزارة الخارجية المصرية، في بيان رسمي نشرته على صفحتها في فيسبوك، مقتل أحد أفراد بعثتها الدبلوماسية في السودان، ويدعى محمد الغراوي، ويعمل مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية في السودان، وذلك يوم الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023، لكنها لم تكشف الجهة التي قامت باستهداف المسؤول المصري.
الخارجية قالت في بيانها: “تنعى وزارة الخارجية وأعضاؤها ببالغ الحزن والأسى شهيد الواجب السيد/محمد الغراوي مساعد الملحق الإداري بسفارة جمهورية مصر العربية في الخرطوم، الذى استشهد اليوم الإثنين 24 أبريل/نيسان الجاري، خلال توجهه من منزله إلى مقر السفارة لمتابعة إجراءات الإجلاء الخاصة بالمواطنين المصريين في السودان”.

أضافت في بيانها: “هذا، وإذ تحتسب وزارة الخارجية فقيدها الغالي شهيداً عند الله عز وجل، ورمزاً للتضحية والفداء في سبيل الوطن وحماية مصالحه العليا، لَتؤكد أن البعثة المصرية في السودان سوف تستمر في تحمُّل مسؤوليتها في متابعة مهام إجلاء المواطنين المصريين من السودان وتأمين عودتهم لأرض الوطن بسلام”.
كان تضارب للأنباء قد حدث قبل ساعات، الإثنين، بين القاهرة والخرطوم حول هوية المجني عليه، حيث أعلن الجيش السوداني في بيان رسمي، مقتل الدبلوماسي المصري محمد الحسين محمد الراوي مساعد الملحق العسكري بالسفارة المصرية في السودان على يد قوات الدعم السريع، في حين أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً نفت فيه الحادث برمته.
الجيش السوداني كان قد أعلن في بيان رسمي على صفحته في فيسبوك، الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023، مقتل مساعد الملحق العسكري المصري بالخرطوم، محمد الحسين محمد الراوي، في أثناء مروره بسيارته في شارع السيد عبد الرحمن بالخرطوم، متهماً قوات الدعم السريع بارتكاب هذه الجريمة.

قال الجيش في بيانه، إن “القوات المسلحة السودانية إذ تترحم على روح الفقيد، وتعزي الشعب المصري الشقيق فيه، تدين بأشد عبارات الاستنكار استهداف ميليشيا الدعم السريع المتمردة لأرواح الناس بلا تمييز أو اعتبار، بما فيهم البعثات الدبلوماسية بالبلاد أو المدنيون، وما حادثة المواطن الفرنسي ببعيد”.
إلا أن الجيش السوداني عاد بعدها بساعات قليلة وحذف البيان الأول، ثم قام بتعديل بيانات المجني عليه ونشر بياناً ثانياً قال فيه: “بالإشارة إلى بياننا الصادر بشأن مقتل مساعد الملحق العسكري للسفارة المصرية بالخرطوم بنيران الميليشيا المتمردة عصر اليوم، نوضح أن الوظيفة الصحيحة له هي (مساعد الملحق الإداري للسفارة المصرية بالخرطوم) وليس كما ورد بالبيان السابق عن مساعد الملحق العسكري، يستقل العربة فورتشنر باللوحة 132 هيئة دبلوماسية والاسم بالكامل محمد حسين محمد الغراوي وليس محمد الحسين محمد الغراوي”.
وسبق أن قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان رسمي على صفحتها في فيسبوك: “اتصالاً بما تناولته بعض وسائل الإعلام بشأن استشهاد مساعد الملحق العسكري المصري في الخرطوم، أكد السفير المصري في الخرطوم هاني صلاح، أن جميع أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية بخير، بما في ذلك أعضاء مكتب الدفاع”. وأكد السفير “استمرار البعثة والمكاتب الفنية المصرية في القيام بمهامهم وسط ظروف في غاية التعقيد”.
https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2FMFAEgypt%2Fposts%2Fpfbid02vYrc8Rf1T9Ga1z7jjjrcHzWNaptKKkgDqFjA1uvg3t7hhdEKqmHv4uAZdzHL9zX3l&show_text=true&width=500
إجلاء مصريين من السودان
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، إن إجراءات إجلاء عدد من المصريين من المناطق الآمنة بالسودان بدأت، وإنها تجري بالتنسيق مع السلطات السودانية. وأضاف البيان: “وتستمر قنصليتنا في الخرطوم وبورتسودان والمكتب القنصلي بوادي حلفا في التنسيق مع المصريين الجاري إجلاؤهم من خلال بورتسودان ووادي حلفا”.https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fsudanese.armed.forces%2Fposts%2Fpfbid02zLNKZng1UWTccfd2n8GtbRPnvcVzA5ty3zJLciiF9QdVXweAkZzZDdF153CfHpVSl&show_text=true&width=500
كانت مصر قد حثت مواطنيها خارج الخرطوم على التوجه إلى قنصليتيها في بورتسودان ووادي حلفا بالشمال استعداداً لإجلائهم، وحثت رعاياها في الخرطوم على الاحتماء بمنازلهم حتى يتحسن الوضع.
وقالت إنه يجب تنفيذ عملية “محكمة وآمنة ومنظمة” لإجلاء مواطنيها البالغ عددهم عشرة آلاف في السودان. وأضافت أن أحد دبلوماسييها أُصيب بطلق ناري، دون الخوض في تفاصيل.

فيما قال مصدران أمنيان لـ”رويترز”، إن عدد المصريين الذين تم إجلاؤهم من السودان سواء براً أو جواً، بلغ ما يقرب من 500 مصري. وأكد المصدران استمرار وجود بعض موظفي السفارة المصرية بالسودان، وأضافا أن السفارة لم تعلق عملها حتى الآن.
السيسي يبحث ملف السودان مع ريشي سوناك
في سياق متصل فقد سبق أن قال أحمد فهمي المتحدث باسم الرئاسة المصرية، الأحد، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى الأحد، اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، تناول الأحداث الجارية في السودان.
قال المتحدث إن الزعيمين عبّرا عن “القلق البالغ بشأن تصاعد العنف والقتال في السودان”، كما تناولا “جهود إجلاء رعايا البلدين من السودان”. وأضاف في منشور على فيسبوك، أن الرئيس المصري استعرض خلال الاتصال جهود مصر “من أجل تشجيع كافة الأطراف على التوصل لوقف لإطلاق النار، ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني”.
كما قال إن السيسي أكد ضرورة “تفعيل الحوار والمسار السياسي بهدف تجنيب السودان النتائج الكارثية لهذا الصراع على استقراره”.
يذكر أن الجيش المصري قد قال إن ثلاث طائرات تابعة له أعادت جنوداً مصريين كانوا في السودان إلى القاهرة، مضيفاً أن مجموعة منفصلة تضم عدداً من الجنود نُقلت إلى مقر السفارة المصرية بالخرطوم.
في حين قالت قوات الدعم السريع السودانية إنها احتجزت جنوداً مصريين بعدما اقتحمت قاعدة مروي الجوية بشمال السودان يوم السبت.
علامات:
مصر تقر تسهيلات لدخول السودانيين عبر حدودها البرية.. تغاضت عن التأشيرات وسمحت بدخول أطفال بدون جوازات سفر
تم النشر: 2023/04/24 الساعة 20:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/24 الساعة 20:13 بتوقيت غرينتش

سودانيون يفرون من الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع/ رويترز
قالت وسائل إعلام مصرية، الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023، إن معبر “أرقين” البري الفاصل بين الحدود المصرية والسودانية، شهد توافد آلاف السودانيين إلى مصر، في ظل موجة نزوح كبيرة جراء الاقتتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والذي راح ضحيته مئات القتلى وآلاف الجرحى وشرد عشرات الآلاف من السودانيين.
موقع “القاهرة 24” الإخباري وقناة “القاهرة الإخبارية” الخاصان والمقربان من السلطات المصرية، نشرا تفاصيل نزوح الآلاف من السودانيين إلى الداخل المصري، فيما لم تصدر إحصائيات رسمية من القاهرة أو الخرطوم بأعداد العابرين.

دخول آلاف السودانيين إلى مصر
بحسب موقع “القاهرة 24″، فإن معبر أرقين “يشهد حركة كبيرة مع توافد آلاف السودانيين الفارّين من المعارك الجارية في البلاد بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، فضلاً عن حركة دخول المصريين الفارّين من الأوضاع هناك”.
أضاف الموقع: “نشر بعض السودانيين شهاداتهم (عبر منصات التواصل) حول الدخول من معبر أرقين البري مروراً إلى مصر، والتي تضمنت تسهيلاً في عبور السودانيين الحاملين لجوازات السفر، مع إمكانية مدّها لمدة 6 أشهر، فضلاً عن تسهيلات في عبور الأطفال غير الحاملين لجوازات السفر، برفقة والديهم”.
تسهيلات مصرية للسودانيين
نقل الموقع عن مصادر دبلوماسية مصرية لم يسمّها، أنه “في ظل الأزمة السودانية، وضعت مصر ضوابط قانونية ميسّرة على المنافذ الحدودية لدخول المواطنين السودانيين، بشرط توافر جواز السفر والتنسيق مع السفارة المصرية في الخرطوم، مع إمكانية الدخول دون تأشيرة مسبقة”.

من جانبها، أفادت قناة “القاهرة الإخبارية” بأن “معبر أرقين الأكبر شهد وصول عدد كبير من الأسر السودانية، فضلاً عن جنسيات أخرى (لم تحددها)”.
أشارت إلى اتباع السلطات المصرية “إجراءات ميسرة للقادمين من السودان”، لافتة إلى وجود حافلات لنقل القادمين إلى مدينة أسوان جنوبي مصر، “على أن يتحرك من يشاء بعدها للجهة التي يريدها”. كما بثّت لقطات مصورة تُبرز توافد سودانيين ومصريين وأشخاص من جنسيات أخرى عبر المعبر ذاته.
في السياق، أفادت قناة “إكسترا نيوز” الإخبارية في تغطية يوم الإثنين، بـ”توافد حشود من السودانيين والمصريين عبر معبر أرقين”، دون ذكر أعدادهم.
إجلاء مصريين من السودان
في حين أعلنت الخارجية المصرية في بيان، إجلاء 436 من مواطنيها الموجودين بالسودان، مع تأكيد استمرار عمليات الإجلاء.

يتزامن التوافد من السودان إلى مصر، مع تحرك عدد من الحكومات العربية والأجنبية لإجلاء موظفيها الدبلوماسيين ورعاياها من السودان، بينما تتواصل فيه الأعمال القتالية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/نيسان 2023.
الجيش السوداني يتهم “الدعم السريع” بنشر الفوضى
في سياق متصل، قال الجيش السوداني، الإثنين، إن “قوات الدعم السريع تخطط لعمليات اعتداء ونشر للفوضى في البلاد”. وأفاد الجيش، في بيان، بأن “الميليشيا المتمردة أخذت في ارتداء ملابس الشرطة وشرطة الاحتياطي المركزي للقيام بمزيد من عمليات الاعتداء على المواقع ونشر الفوضى”.
أضاف: “بدأت (قوات الدعم السريع) تتوسع في إطلاق سراح نزلاء بعض السجون وعمليات النهب والاستيلاء على ممتلكات المواطنين والقتل العشوائي”. ودعا البيان المواطنين السودانيين وقوات الشرطة إلى “أخذ الحيطة والحذر”.
في بيان منفصل لاحق، قال الجيش السوداني، إن “الدعم السريع تقوم بحملات تضليل إعلامي بشأن المساعدة والتنسيق في إجلاء رعايا ومبعوثي الدول”. وأضاف: “لا يمكن أن تتواصل دول العالم مع قوة متمردة على الدولة مهما حاولت تقمص شخصية الدولة بالكذب والتضليل”.

من ناحية ثانية، ذكر الجيش أن “الدعم السريع اتخذت من الأحياء والمناطق المكتظة بالسكان ملاذاً لنشر قواتها وعرباتها، متخذين منهم دروعاً بشرية”. وشدد البيان على أن “الجيش لن يسلم البلاد لقمةً سائغةً لأشخاص وضعوا هدف الاستحواذ على الدولة لتحويلها إلى ملكية خاصة”.
مطالب بفتح الحدود المصرية للسودانيين
وسبق أن طالب العديد من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، بإلغاء حصول المواطنين السودانيين على التأشيرة للدخول إلى الأراضي المصرية، وذلك بعد تدهور الأوضاع الأمنية، التي نتجت عن الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع بقيادة “حميدتي”.
حيث نشط وسم #إلغاء_تأشيرة_دخول_السودانيين_لمصر مع اشتداد المعارك في السودان، وتفاعل عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مع الحملة، وأكدوا ترحيبهم بالمواطنين السودانيين الفارين، ودعا النشطاء الحكومة المصرية إلى تسهيل الإجراءات وفتح كل المعابر من دون أي تضييق ومن دون جوازات سفر وتأشيرات دخول أو وثائق لجوء، فمصر والسودان شعب واحد.

كما دعا النشطاء منظمات الإغاثة الدولية العاملة في مصر إلى توفير اللازم، من أجل ضمان دخول السودانيين الفارين من ويلات الحرب الدائرة على أرض السودان عبر المعابر المصرية.
يذكر أنه ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان اشتباكات بين الجيش و”الدعم السريع” في الخرطوم ومدن أخرى، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر، إضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما.
علامات:
تضارب الأنباء حول مصير مساعد الملحق العسكري المصري في الخرطوم.. الجيش السوداني يؤكد مقتله، والقاهرة تنفي
تم النشر: 2023/04/24 الساعة 18:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/24 الساعة 20:32 بتوقيت غرينتش

صورة من المواجهات في الخرطوم – الأناضول
تضاربت الأنباء في الساعات القليلة الماضية، حول مصير مساعد الملحق العسكري المصري في السودان، السيد محمد الحسين محمد الراوي، إذ أعلن الجيش السوداني في بيان رسمي، مقتل الدبلوماسي المصري على يد قوات الدعم السريع، في حين أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً نفت فيه الحادث برمته.
الجيش السوداني كان قد أعلن في بيان رسمي على صفحته في فيسبوك، الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023، مقتل مساعد الملحق العسكري المصري بالخرطوم، السيد محمد الحسين محمد الراوي، في أثناء مروره بسيارته في شارع السيد عبد الرحمن بالخرطوم، وقال الجيش إن قوات الدعم السريع هي التي ارتكبت هذه الجريمة.
وقال الجيش في بيانه، إن “القوات المسلحة السودانية إذ تترحم على روح الفقيد، وتعزي الشعب المصري الشقيق فيه، تدين بأشد عبارات الاستنكار استهداف ميليشيا الدعم السريع المتمردة لأرواح الناس بلا تمييز أو اعتبار، بما فيهم البعثات الدبلوماسية بالبلاد أو المدنيون، وما حادثة المواطن الفرنسي ببعيد”.
في المقابل قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان رسمي على صفحتها في فيسبوك: “اتصالاً بما تناولته بعض وسائل الإعلام بشأن استشهاد مساعد الملحق العسكري المصري في الخرطوم، أكد السفير المصري في الخرطوم هاني صلاح، أن جميع أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية بخير، بما في ذلك أعضاء مكتب الدفاع”. وأكد السفير “استمرار البعثة والمكاتب الفنية المصرية في القيام بمهامهم وسط ظروف في غاية التعقيد”.
إجلاء مصريين من السودان
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، إن إجراءات إجلاء عدد من المصريين من المناطق الآمنة بالسودان بدأت، وإنها تجري بالتنسيق مع السلطات السودانية. وأضاف البيان: “وتستمر قنصليتنا في الخرطوم وبورتسودان والمكتب القنصلي بوادي حلفا في التنسيق مع المصريين الجاري إجلاؤهم من خلال بورتسودان ووادي حلفا”.
كانت مصر قد حثت مواطنيها خارج الخرطوم على التوجه إلى قنصليتيها في بورتسودان ووادي حلفا بالشمال استعداداً لإجلائهم، وحثت رعاياها في الخرطوم على الاحتماء بمنازلهم حتى يتحسن الوضع.
وقالت إنه يجب تنفيذ عملية “محكمة وآمنة ومنظمة” لإجلاء مواطنيها البالغ عددهم عشرة آلاف في السودان. وأضافت أن أحد دبلوماسييها أُصيب بطلق ناري، دون الخوض في تفاصيل.

فيما قال مصدران أمنيان لـ”رويترز”، إن عدد المصريين الذين تم إجلاؤهم من السودان سواء براً أو جواً، بلغ ما يقرب من 500 مصري. وأكد المصدران استمرار وجود بعض موظفي السفارة المصرية بالسودان، وأضافا أن السفارة لم تعلق عملها حتى الآن.
السيسي يبحث ملف السودان مع ريشي سوناك
في سياق متصل فقد سبق أن قال أحمد فهمي المتحدث باسم الرئاسة المصرية، الأحد، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى الأحد، اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، تناول الأحداث الجارية في السودان.

قال المتحدث إن الزعيمين عبّرا عن “القلق البالغ بشأن تصاعد العنف والقتال في السودان”، كما تناولا “جهود إجلاء رعايا البلدين من السودان”. وأضاف في منشور على فيسبوك، أن الرئيس المصري استعرض خلال الاتصال جهود مصر “من أجل تشجيع كافة الأطراف على التوصل لوقف لإطلاق النار، ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني”.
كما قال إن السيسي أكد ضرورة “تفعيل الحوار والمسار السياسي بهدف تجنيب السودان النتائج الكارثية لهذا الصراع على استقراره”.

يذكر أن الجيش المصري قد قال إن ثلاث طائرات تابعة له أعادت جنوداً مصريين كانوا في السودان إلى القاهرة، مضيفاً أن مجموعة منفصلة تضم عدداً من الجنود نُقلت إلى مقر السفارة المصرية بالخرطوم.
في حين قالت قوات الدعم السريع السودانية إنها احتجزت جنوداً مصريين بعدما اقتحمت قاعدة مروي الجوية بشمال السودان يوم السبت.

علامات:
اقتصادياً وسياسياً وإنسانياً.. كيف تواجه مصر “أزمة ثلاثية” بسبب الحرب في السودان؟
تم النشر: 2023/04/24 الساعة 14:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/25 الساعة 06:09 بتوقيت غرينتش
![]()
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
تواجه مصر أزمة ثلاثية معقدة للغاية جراء القتال المستعر في السودان بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، فما التداعيات السياسية والاقتصادية والإنسانية التي تخشاها القاهرة؟
كان السودان قد شهد، منذ يوم 15 أبريل/نيسان، انفجاراً عنيفاً في الموقف المتوتر بين الرجلين القويين المتنافسين على السلطة في البلاد: الجنرال عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد وقائد القوات المسلحة السودانية، والجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف على نطاق واسع باسم حميدتي، الذي يقود قوات الدعم السريع، حيث بدأت حرب شوارع في الخرطوم، ثم امتدت إلى جميع أنحاء البلاد.
ومع استمرار القتال لليوم العاشر، وفشل الهدنة 3 مرات، وإجلاء الدول رعاياها، بات شبح تحول القتال إلى حرب أهلية، قد تمتد لأشهر وربما سنوات، على غرار ما حدث في اليمن، يثير تساؤلات متعددة حول التداعيات الكارثية داخل السودان وفي المنطقة، وبصفة خاصة في الجارة الشمالية مصر.
موقف معقد للغاية على المستوى السياسي
إذا بدأنا القصة من شقها السياسي، فسنجد أن الموقف المصري يميل إلى دعم معسكر الجيش السوداني بقيادة البرهان، ويرجع ذلك لأكثر من سبب، الأول يتعلق بقلق مصر من كون خسارة الجيش السوداني لمعركة الصراع على السلطة يعني أن زعيماً لميليشيات قد يصبح الحاكم الفعلي للجارة الجنوبية، وهو ما قد يعني عدم استقرار الأوضاع في السودان لفترات ممتدة.
وفي هذا السياق، ذكر تقرير لصحيفة Wall Street Journal الأمريكية، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد ألقى بثقله وراء الجنرال البرهان، الذي استولى، مثل الرئيس المصري، على السلطة من خلال انقلاب عسكري، وأرسل بالفعل مقاتلات وطيارين لدعم القوات الجوية السودانية، بهدف تعزيز سيطرة البرهان على سماء البلاد وقدرته على ضرب مواقع منافسيه من الجو.
وبطبيعة الحال، تلتزم القاهرة الصمت حيال تلك التقارير التي تتحدث عن دعم الجيش السوداني، لكن وجود قوات مصرية في السودان لم يعد سراً، بعد أن احتجزتهم قوات الدعم السريع في بداية اندلاع القتال، ونشرت مقطع فيديو لهم، قبل أن تنتهي الأزمة بتسليمهم إلى القاهرة.
وعلى الرغم من أن بيان الجيش المصري قد أكد أن قواته الموجودة في السودان كانت تقوم بمهام تدريبية مشتركة مع الجيش السوداني، فإن الأمر يؤكد، بصورة أو بأخرى، أن القاهرة تقف في صف أحد طرفي الصراع، وهو طرف الجيش.
لكن وقوف القاهرة في صف الجيش السوداني لا يرتبط فقط بكون استيلاء البرهان على السلطة جاء بطريقة مشابهة لما حدث في مصر، وإنما يتعلق الأمر بملفات أخرى تتسم بالخطورة، وهو ما يفسر الرغبة المصرية في وجود استقرار سياسي في السودان عبر سلطة قوية ومسيطرة.
فعدم استقرار السودان ستكون له تداعيات خطيرة للغاية على مصر بشكل مباشر، منها ما يتعلق بملف سد النهضة وخزان مياهه في أقصى الجنوب على النيل في إثيوبيا، حيث تخشى القاهرة من أن المشروع قد يخنق المياه العذبة لملايين المصريين ويعطل الزراعة، بل تعتبره القاهرة “تهديداً وجودياً” لها.

ومن هذه الملفات أيضاً النزوح المتوقع لملايين السودانيين الهاربين من الصراع، والذين قد تعتبر غالبيتهم مصر وجهتهم الأولى، مما سيضيف أعباء اقتصادية على مصر، والموقف الاقتصادي من الأساس يقف على حافة الانهيار.
موقف مصر إذاً واضح، حتى وإن كان غير معلن. لكن ما يزيد الطين بلة هو أن أحد أهم الداعمين لمصر اقتصادياً عبارة عن دولة تقف في صف المعسكر الآخر. والحديث هنا عن الإمارات التي تدعم زعيم قوات الدعم السريع، حميدتي، وتساعده بقوة كي يخرج منتصراً في نهاية المطاف. كما تشير التقارير إلى وقوف حليف آخر لمصر في صف حميدتي، والحديث هنا عن خليفة حفتر زعيم الحرب المسيطر في شرق ليبيا، والذي وقفت القاهرة في صفه ودعمته عندما انقلب على الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، وحاول السيطرة على الجارة الغربية لمصر، لكنه فشل في نهاية المطاف. أما الحليف الثالث الذي يلقي بثقله خلف حميدتي فهو روسيا، التي تعتمد عليها مصر اقتصادياً بشكل كبير.
ويمثل هذا الموقف المتشابك والمعقد للغاية كابوساً لمصر بطبيعة الحال، وتسعى القاهرة جاهدة للتوسط لوقف إطلاق النار سريعاً قبل أن تنتهي تماماً أي فرصة للحل السياسي، ويتحول الصراع في السودان إلى حرب أهلية ممتدة، فهل تنجح؟
موقف مصر الاقتصادي لا يتحمّل نزوحاً سودانياً
أما الملف الاقتصادي فحدّث ولا حرج، إذ تستضيف مصر حالياً نحو 5 ملايين سوداني فروا من ويلات الفقر والقتال، وهناك اتفاقية لحرية الحركة بين البلدين، والتي تسمح للمواطنين من الجانبين بالتنقل بينهما في الاتجاهين للإقامة والعمل.
ومن الصعب ألا نلاحظ الزيادة الكبيرة في أعداد المهاجرين السودانيين في العاصمة المصرية القاهرة في السنوات القليلة الماضية، وأصبح الجميع يرى بوضوح تلك الزيادة في أعداد السودانيين في مصر لدرجة ظهور محطتين للحافلات في وسط القاهرة يطلق عليهما المصريون مازحين اسم “المطار السوداني”، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC.
وتبلغ الرحلة البرية بين العاصمة المصرية القاهرة والعاصمة السودانية الخرطوم نحو 3 أيام، وهناك حالياً نحو 25 حافلة تتحرك ذهاباً وإياباً بين العاصمتين يومياً، وهو ما يشير إلى أن هناك 37000 رحلة شهرياً في الاتجاهين. وسوف ترتفع هذه الأرقام بشدة بطبيعة في حال استمرار القتال في شوارع السودان بين طرفي الصراع على السلطة.
وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها المصريون هذه الأيام، من المؤكد أن استقبال مزيد من السودانيين سينعكس مباشرة على أسعار المواد الأساسية وإيجارات المنازل وغيرها من عناصر تكلفة المعيشة، المرتفعة بالفعل والآخذة في الارتفاع.

إذ فقد الجنيه المصري أكثر من 50% من قيمته مقابل الدولار الأمريكي خلال العام الأخير، ومن المتوقع أن يفقد المزيد في الأيام القليلة المقبلة، في ظل التكهنات بإقدام البنك المركزي المصري على “تعويم” جديد للعملة المحلية، أي تخفيض قيمتها أكثر مقابل الدولار، استجابة لشروط صندوق النقد الدولي والمانحين الرئيسيين للقاهرة. ويبلغ سعر الدولار حالياً نحو 31 جنيهاً مصرياً في البنوك، بينما يتم تداول العملة الأمريكية في السوق الموازي بأسعار تصل إلى 37 جنيهاً (الإثنين 24 أبريل/نيسان، علماً بأن البنوك في عطلة رسمية حتى الأحد 30 أبريل/نيسان).
وينعكس هذا الانخفاض في قيمة الجنيه مقابل الدولار على أسعار السلع وتكاليف المعيشة في مصر بصورة مباشرة، إذ كان التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية قد تسارع إلى أعلى مستوى في 5 سنوات عند 18.7%، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، من 16.2% في أكتوبر/تشرين الأول الذي يسبقه، كما تسارع التضخم الأساسي إلى 21.5% من 19% في أكتوبر/تشرين الأول.
وازدادت وطأة الأزمة الاقتصادية أكثر وأكثر منذ بداية العام الجاري، فسجل المعدل السنوي للتضخم العام 32.7% في مارس/آذار 2023، مقابل 31.9% في فبراير/شباط 2023، ومن المتوقع أن تتواصل الزيادة خلال أبريل/ نيسان. الصورة إذاً لا تحتاج لإيضاح أكثر، وبالتالي، فإن انعكاسات أي موجة نزوح جماعي من السودان إلى مصر ستضيف مزيداً من الأعباء.
استقرار السودان مسألة “حياة أو موت”
وكأن هذه الصورة القاتمة لا تكفي، حيث ينطبق القول إن المصائب لا تأتي فرادى، فكل ذلك لا يمثل السبب الوحيد الذي يجعل إرساء السلام والاستقرار في السودان قضية مهمة بالنسبة لمصر، حيث إن وجود نظام ضعيف في الخرطوم أو ظهور نظام سياسي بديل معادٍ للقاهرة قد تكون له تداعيات خطيرة على الجارة الشمالية.
إذ لطالما اعتبرت مصر السودان حليفاً لا يمكن الاستغناء عنه في نزاعها الطويل مع إثيوبيا حول سد النهضة المثير للجدل، والذي تصفه مصر بأنه تهديد وجودي، نظراً لما ينطوي عليه استكماله من احتمالات التحكم في تدفق مياه النيل إلى مصر، التي تُعد العامل الأكثر أهمية لحياة المصريين.
لكن على الرغم من الأهمية الاستراتيجية الكبيرة التي تتمتع بها السودان بالنسبة لمصالح مصر الاستراتيجية، يبدو أن حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي تواجه صعوبة بالغة في اتخاذ موقف محايد كي تكتسب المصداقية اللازمة للتوسط في الفوضى التي تعصف بالخرطوم وباقي مدن السودان.
وبالتالي، فإن الأسباب التي تجعل من الصعب على مصر إعلان دعمها لأحد طرفي الصراع ربما تكون مفهومة، وأبرزها التعقيد الشديد الذي ينطوي عليه المشهد السياسي في السودان، علاوة على التشابه الصارخ بين التطورات التي شهدها البلدان في الفترة الأخيرة.
فقد كان لكل دولة منهما الثورة الخاصة بها، وأسقطت الثورة المصرية حسني مبارك في 2011، بينما أسقطت الثورة السودانية عمر البشير في 2019، وكان للجيش دور حاسم في إسقاط الزعيمين. ثم أحبط الجيش في مصر الانتقال إلى الديمقراطية، وهو ما أثار مخاوف مبررة لدى النخبة السياسية في الخرطوم حيال أن يشجع الجيش المصري نظيره السوداني على أن يتبع النهج نفسه.

وبالتالي، فإن خيارات مصر تبدو محدودة على صعيد الموقف من الصراع في السودان، والسبب الرئيسي هو هو الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تمر بها البلاد، وسط مخاوف حيال إمكانية أن تتعرض للتعثر في سداد الدين الخارجي الهائل في وقت لاحق من هذا العام.
وبما أن الإمارات، أحد أكبر الداعمين الماليين الرئيسيين للرئيس المصري في الخليج، تقف في صف قوات الدعم السريع في السودان، سيكون من الصعب أن يجاهر الرئيس السيسي بدعم الجانب المعاكس من الصراع.
والأسوأ هنا هو أن جميع المسارات المحتملة للصراع في السودان تُعد محفوفة بالمخاطر بالنسبة للجيش المصري، وقد يؤدي التدخل بقوة لصالح أي من طرفي الصراع إلى نتائج عكسية تؤثر على المصالح الوطنية المصرية. فبعد أن دعمت مصر أحد طرفي الصراع في ليبيا – الجنرال خليفة حفتر الذي فشل في الانتصار – لابد أن تكون القاهرة قد تعلمت جيدا من هذا الخطأ، بحسب تقرير بي بي سي.
وبينما تتوخى مصر الحيطة والحذر في رهاناتها على صعيد الصراع في السودان، قد لا ينجح أيضاً عدم اتخاذ إجراء حيال الموقف الحالي على المدى الطويل. وعلى الرغم من ذلك، قال وزير الخارجية المصري السابق، نبيل فهمي، لبي بي سي إن بلاده تريد أن يتحقق “الاستقرار والأمن والاستمرارية للسودانيين، وهي العوامل التي تخدم المصالح الوطنية المصرية”.
علامات:
اشترك الآن بمجموعتنا البريدية
Copyright ©️ 2023 Integral Media Danismanlik Şti Limited or its licensors
اقترح تصحيحاً
عمرو موسى يطالب بلاده بموقف صريح في السودان: بعض المصالح العربية تتضارب مع مصلحة مصر!
الاسمالايميلما التصحيح؟ قم بوصف الخطأ هنا بما لا يتجاوز ألف حرف